responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلدانيات المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

خدّ ديار مصر للمقرّب على طرق بحر المغرب. و كان بها- فيما قيل- رأس مرقص أحد من كتب الأناجيل الأربعة، فكان اليعاقبة [1] من النصارى لا يولّون بطريكا حتى يمضي إليها، و توضع هذه الرأس في حجره، ثم يرجع، و لا تتمّ البطركة إلا بهذه الفعلة المستبدعة، فاحتال بعض الفرنج حتى سرقها من مكانها في سنة اثنتين و عشرين و ثمان مئة من الأيام المؤيّديّة، و عظمت على اليعاقبة بهذا الصنيع البليّة. و ما زال بها العلم و الحديث قليلا حتى سكنها السّلفي، فكانت بسببه إليها مرحولا. و نسب إليها جماعات ممّن تلبّس بالعلم و الطاعات، ثم تناقصت شيئا فشيئا، و كدت لا أعلم الآن بها راويا و لا مرويا.

و قد حملت بها من المرويات جملة، وزرت ممن قبر بها من السادات جلّة.

و ممن مات بها: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، المدني، صاحب أبي هريرة.

و رأيت عمود السواري المعجب للناظرين، و البعض مما هناك من البساتين، حرس اللّه جوانبها مدى الليالي و الأيام، و حبس عنها الكفرة اللئام.

6- أخبرني الشهاب، أحمد بن العلامة البدر بن الدّماميني، المالكي، السّكندري، بقراءتي عليه بها، أنا الشمس، محمد بن علي بن علي بن غزوان السّكندري عرف بالهزبر، في آخرين سماعا قالوا: أنا الشرف، أبو العباس أحمد بن أبي الحسن بن المصفّى‌ [2] السكندري بها، أنا أبو البركات، هبة اللّه بن عبد اللّه بن أبي البركات بن روين السّكندري، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن موقّى السّكندري، (ح).

و أنبأني عاليا أبو عبد اللّه الخليلي، عن أبي الفتح البكري، أنبأنا أبو عيسى ابن علّاق، أنا أبو الطاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين قالا: أنا أبو عبد اللّه‌


[1] اليعاقبة: فرقة من النصارى أتباع يعقوب البراذعي، الذي عاش في الشام في القرن السادس للميلاد؛ يقولون باتحاد اللاهوت و الناسوت، و يعرفون بأصحاب الطبيعة الواحدة. انظر «المعجم الوسيط» مادة (عقب).

[2] في هامش الأصل: سكّن الصاد شيخنا، و من قبله القطب الحلبي.

اسم الکتاب : البلدانيات المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست