و هي بفتح المثناة التحتانية، و ضمّ الموحدة- و قد تشبع- ثم عين مهملة.
قرية كبيرة من بلاد الحجاز قريبة من المدينة الشّريفة، بينهما سبع مراحل. بها حصن، و عيون جارية حلوة طيبة، و حدائق، و بساتين، و ينزلها الحجيج المصري- ذهابا و إيابا- و لها فرضة على البحر على مرحلة منها، و بقربها جبل رضوى [2]، مطلّ عليها من شرقيها، يحمل منه حجر المسنّ إلى سائر الأقطار، و أكثر سكانها و الكثير منهم زيديّة شرفاء من بني حسن، سمر الألوان. و يقال:
إنّ بها وقفا لعلي- رضي اللّه عنه- يتولاه أولاده. و هي ممّن سمع بها شيخنا، و شيخه، و حدّث بها الوليّ العراقي بقراءة الشرف المناوي، و كذا سمع بها أبو حيان، و مسعود الحارث الحنبلي، على عبد السلام بن محمد بن مزروع المدني. و كنت ممن سمع بها الحديث ممن أوردت حديثه في العقبة [3]، و كذا في سرياقوس [4]. و لقيت بها الشيخ علاء الدين عليّ بن أحمد بن محمد الشّيرازي ثم المكي الشافعي، فسمعت من لفظه خطبة شرحه على «الحاوي»، و شيئا من أوّل تفسيره، و أشياء من تصانيفه، و غير ذلك مما لم يتهيأ لي الآن إيراد شيء منه.
و أخبرني أبو الفضل بن أحمد الأزهريّ- و كان جاري في النّزول بها حين
[1] انظر «معجم البلدان» 5/ 450، و «مراصد الاطلاع» 3/ 1485.
[2] جبل بالمدينة. انظر «مختار الصحاح» مادة: (رضي).