بل إن من عجيب الأمر أن يكون الرأى في كتاب شيخه ابن الدّهان محالا على مصدره، فيترك ابن الأثير الإحالة، و من أمثلة ذلك قول المؤلف: (قال الأخفش من قال: هذه حمامة للذكر، و هذه حمامة للأنثي، فينبغي له إذا أراد المذكر أن يقول: ثلاثة حمامات) [2] .
نصّ ابن الدهان [3] على أن الأخفش قاله في كتابه (المسائل الكبير) .
موقفه من النصوص
لم يلتزم المؤلف طريقة واحدة في نقله النصوص، بل اتبع ثلاث طرق في ذلك، و هي:
1-النقل المطابق: و ذلك بالالتزام بنصّ العالم لفظا و معنّى، و هذا كثير جدا في الكتاب [4] .
2-نقل المعنى و التصرف باللفظ: إذ عمد المؤلف إلى بعض الأقوال، فنقلها بأسلوبه، و لم يلتزم فيها بنص قائلها، و لذلك أمثلة كثيرة [5] منها:
-قال المؤلف: (قال سيبويه: سألته-يعني الخليل-عن «عقلته بثنايين» : لم لم يهمز؟فقال: لأنّه لا يفرد له واحد) [6] . و نص سيبويه في هذا: (و سألت الخليل عن قولهم: عقلته بثنايين و هنايين لم لم يهمزوا؟فقال: