الأسرة الحاكمة، كما تسلط عدد من حكام الولايات و أخذوا يديرون ولاياتهم بصورة شبه مستقلة عن السلطة المركزية [1].
و من المعروف في النظام الساساني أن المرزبان كان حاكما على المناطق الواقعة على الحدود، و تحت أمرته قوة عسكرية كبيرة، و هو يمارس السلطتين المدنية و العسكرية [2]، غير أن أحوال البحرين و الدولة الساسانية التي أشرنا إليها آنفا أدت إلى أن تكون القوة العسكرية التي تسند مرزبان البحرين ضعيفة، و تجعل سلطاته واسعة على الجالية الفارسية في البحرين، فهو يشرف على ما يتعلق بمصالح الدولة الفارسية و يتصل بها، أما سلطته على العرب فقد كانت ضعيفة محدودة.
و قد ذكرت المصادر الإسلامية أن مرزبان البحرين عند ظهور الإسلام هو سيبخت [3] و مركزه في هجر، فقد كتب إليه النبي (صلى اللّه عليه و سلم) عند ما كتب إلى المنذر بن ساوى يدعوه إلى الإسلام أو الجزية [4]، و يذكر البلاذري أنه أسلم على أثر ذلك [5]، غير أن الراجح أنه لم
[1] انظر كريستنسن/ إيران في عهد الساسانيين/ 481 ترجمة يحيى الخشاب و عبد الوهاب عزام، مطبعة لجنة التأليف و الترجمة و النشر، القاهرة 1957.
[2] اليعقوبي/ التاريخ/ 1/ 203، المسعودي/ التنبيه و الإشراف/ 104، مروج الذهب/ 1/ 245- 246، ابن خلكان/ وفيات الأعيان/ 2/ 443، الجواليقي/ المعرب/ 317، لسان العرب/ 4/ 314، كريستنسن/ إيران في عهد الساسانيين/ 88، 126، 128، محمد موسى هنداوي/ المعجم في اللغة الفارسية/ 298.
[3] في ابن سعد/ 1 ق 2/ 7 أسيبخت، و في الإصابة/ 2/ 115 أسيحب مرزبان البحرين.
[4] فتوح/ 78، انظر أيضا ياقوت/ 1/ 508، الإصابة/ 2/ 115، و يورد ابن سعد كتابا يظهر من نصوصه أنه ليس الكتاب الأول. الطبقات/ 1 ق 2/ 27، انظر أيضا الملحق الأول.