أو فلسطين و مصر، و كان الطريق المار عبر الخليج العربي إلى العراق هو المفضل، لأنه أقصر الطرق و أقلها كلفة، و ليست فيه جزر مرجانية [1]، غير أن تجارة الهند عبر الخليج العربي تناقصت إلى حد ما في العهود الساسانية نظرا لتشجيع خصومهم البيزنطيين التجارة عن طريق البحر الأحمر الذي كان رغم بعده آمن و أسلم بسبب بعده عن هيمنة الساسانيين، و قد أدى هذا إلى أن تصبح التجارة المارة بالخليج العربي مقتصرة بالدرجة الأولى على ما تستهلكه الإمبراطورية الساسانية، غير أن مجيء الدولة الإسلامية أدى إلى توحيد الشرق الأوسط و إلى نشر الأمن و السلام في ربوعه، كما زالت معظم الحواجز و العقبات من طريقه، مما أدى إلى أن تتحول التجارة تدريجا من البحر الأحمر و صارت تسلك طريق الخليج العربي الذي هو أقصر و أسلم و أقل كلفة [2]، و قد انتفعت موانىء البحرين التجارية من هذا التحول، و من أهم مراكز تجارة الهند: دارين:- و كانت دارين من أسواق العرب المشهورة، قال الأعشى يذكر قوما تجارا [3]:
يمرون بالدهنا خفافا عيابهم* * * و يخرجن من دارين بجر الحقائب
و في أوائل العصر الإسلامي كانت من المراكز العربية الهامة للتجارة و خاصة المسك، حتى لقد سمي بائع المسك و الطيب بالداري نسبة إليها [4]،