اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 83
إلى نتائج غير محمودة ؛ لذا نجد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدعوا إلى إجالة النظر ومعرفة هويّة الزّمان وأهله ( يا بني ، إنّه لابدّ للعاقل من أن ينظر في شأنه فليحفظ لسانه وليعرف زمانه ) [1] .
عندما تكون دائرة المسؤولية كبيرة ، ينبغي على الإنسان أن يتصرف بحكمة ( يا بنيّ ، لا تقل مالا تعلم ، بل لا تقل كلّ ما تعلم ) [2] .
وليس معنى ذلك أن يبخل المرء في أن يقول ما يعلم ، وإنّما على المرء أن يعرف في أيّ وعاء يضع علمه ، وفي أيّ محلّ ينفقه ، ففيه إشارة إلى مراعاة الحكمة في المواضع التي يرتادها الشخص وينشر علمه .
قد تحصل أنّ التحصين الثقافي ، الّذي يتم من خلال التهذيب في تمييز ما يرد عليه من أشياء أو ما يصدر منه ، لا بد من أن يكون منسجماً مع ثقافة الإسلام ، وهو وسيلة دفاعية أكثر منه هجومية .
ج . التحفيز
هو وسيلة لترغيب الإنسان في أن يكون خلاّقاً ومنتجاً ومفيداً ، وهو يعتبر وسيلة هجومية في التحصين الثقافي ، وهو بعكس المنع الذي يعتبر وسيلة دفاعية محضة .
حثّ الإمام ( عليه السلام ) على العمل ومعرفة الهدف الذي ينتهي إليه ، فكلّما كان العمل ذا هدف سامي ، وذا طريقة سليمة من حيث الإحكام والإتقان و