responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 44

ثالثاً : في المحافل العامة

تعدّ الأسواق وما فيها من باعة ومَحال تجارية وحِرف مختلفة أماكن عامة يرتادها النّاس من كلّ فجٍ عميقٍ ، وهي تشهد بالحركة اليومية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

النّاس في الكوفة آنذاك ينشطون نحو أعمالهم اليومية لتحصيل قوتهم ولإدامة حياتهم المعاشية ، وكلٌّ يعمل على شاكلته وقصده ، إلاّ أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يمشي في الأسواق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وموعظة الناس .

فالمُلاحظ أنّه ( عليه السلام ) لا يتجاوز شيئاً إلا وأسدى النصح والإرشاد حوله ، وأبان فيه الاستقامة والسُنّة ، وسنطّلع على يوم واحد دخل فيه أمير المؤمنين إلى الأسواق ، ومقدار الدوافع التلقائية عنده لنيل رضا الله تعالى .

عن رجل من أهل البصرة من بني بطر يُكنّى أبا مطر قال : ( خرجت من باب المسجد بالكوفة في زمن عليّ بن أبي طالب ، وعليّ إزار طويل ربّما عثرت به ! فإذا أنا بشيخ ينادي من خلفي : ( أي بنيّ ، ارفع ثوبك ؛ فإنّه أبقى لثوبك وأتقى لربّك ، وخذ شاربك إن كنت مسلماً [ قال ] : فنظرت فإذا هو [ عليّ بن أبي طالب ] ( عليه السلام ) فمشيت خلفه وهو بين يدي وعلى عليّ إزار ورداء فكأنّه بدوي فانطلق وأنا خلفه حتى أتى سوق الإبل فقال : يا معشر أصحاب الإبل ، إيّاكم والأَيمان فإنّ اليمين يُنفق [ السلعة ] ثمّ يمحق .

ثمّ انطلق حتى بلغ [ سوق ] أصحاب التمر فإذا هو بخادمة تبكي عند تمّار فقال [ لها ] : ما يبكيك ؟

اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست