اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 33
2 . التأهيل
التأهيل في كتب اللغة بمعنى ( رآه له أهلاً ) [1] مقصودنا من التأهيل هو أن يترشّح الأفراد ويتقدّمون على غيرهم بعد وضوح علامات الفهم والتعلّم عليهم .
هذه المرحلة تكون مشتركة بين الإمام ( عليه السلام ) ، وأفراد من الرعية ممّن أخذ من التوجيه ؛ حيث إنّ التأهيل يعدّ مرحلةً متأخرة عن التوجيه ، والأشخاص عندما يتأهلون إلى مرحلة أعلى يلاحظ ذلك عليهم من خلال تفاعلهم ، ومن نوع الأسئلة التي تنقدح في أذهانهم والقضايا التي تهمهم ، ذلك يختلف حسب أفهام الناس ودرجاتهم ، وقد سُئل ( عليه السلام ) عن الخير ما هو ؟ فقال : ( لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ ، وَلَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ ، وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وَأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّهَ وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ ) [2] .
إنّ نوع بعض الأسئلة التي وجهت إلى الإمام عادية ، وربّما كانت هناك أسئلة أهم منها ، لكن أليس من وظيفة الإمام ( عليه السلام ) تعليمهم وتوجيهم إلى الأسئلة الضرورية حتى يتأهلوا أو يصلوا إلى درجة أرفع ؟ نعم لقد ألقى الإمام على مسامعهم وعرّفهم الأسئلة التي لها علاقة بهم ، والتي هي واقعية وحقيقية عن غيرها ، ( لا تَسْأَلْ عَمَّا لا يَكُونُ فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ ) [3] .