اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 22
ذكّرهم بنعمة الإسلام ، وبإنذار الرسول لهم وأمانته وصدقه ، كما عرّفهم بالمقام الذي كانوا فيه ، ( إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً ( صلّى الله عليه وآله ) نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ عَلَى شَرِّ دِينٍ وَفِي شَرِّ دَارٍ مُنِيخُونَ بَيْنَ حِجَارَةٍ خُشْنٍ وَحَيَّاتٍ صُمٍّ ، تَشْرَبُونَ الْكَدِرَ وَتَأْكُلُونَ الْجَشِبَ ، وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ ، الأَصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ وَالآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ ) [1] .
كتب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتاباً بعد منصرفه من النهروان وأمر أن يُقرأ على الناس ، وممّا ذكر في الكتاب قوله ( عليه السلام ) : ( بعث الله محمّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأنتم معاشر العرب على شرّ حالٍ ، يغدو أحدكم كلبه ويقتل وُلده ، ويُغير على غيره فيرجع وقد أُغير عليه ، تأكلون العلهز والهَبيد والميتة ) [2] .
إنّ الوضع الثقافي الجاهلي الذي كان سائداً قبل الإسلام لا يمكن تجاوز آثاره بسهولة ؛ ولهذا نلاحظ أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يذكر في غير موضع الوضع الجاهلي ذاماً له ولتقاليده ، وحاثاً الناس إلى التزام تعاليم الإسلام .
2 . ثقافة دخيلة
يمكن تقسيم هذه الثقافة إلى نوعين :
أ . ثقافة دخيلة للديانات المختلفة ، ترجع إلى زمن ما قبل الإسلام حيث ( كان في العرب مَن يميل إلى اليهودية ، منهم جماعة من التبابعة وملوك اليمن ، ومنهم نصارى كبني تغلب والعِبادييّن رهط عديّ بن زيد ونصارى نجران ،