فالطلّب الواقعي يراعى فيه جانب العقل والموضوعية حتى يكون سبيل إلى الحياة الطبيعيّة ، والطلب غير الواقعي لا يراعى فيه ذلك ، وعندها يجرّ الإنسان إلى دروب الحيرة والاضطراب ( ربّ طلبٍ قد جرّ إلى حرب ) .
أمّا المثالية فهي إحياء الحقّ عبر العمل به ، وإماتة الباطل من خلال رفضه .
ففي الوقت الّذي يعيش الإنسان بحياةٍ طيبة ، يكون همّه أيضاً إقامة دعائم الحقّ وأركانه ، وهدم قواعد الباطل وبنيانه ( فَلا يَكُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ فِي نَفْسِكَ مِنْ دُنْيَاكَ ، بُلُوغُ لَذَّةٍ أَوْ شِفَاءُ غَيْظٍ ، وَلَكِنْ إِطْفَاءُ بَاطِلٍ أَوْ إِحْيَاءُ حَقٍّ ) [3] .
إنّ الواقعية والمثالية التي جاء بها علي ( عليه السلام ) تتماشى مع المتطّلبات الصّحيحة والفطرة الإنسانية ، وتحدو بالمسلم إلى مسالك الخير والصّلاح .