responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 130

وصف شيء يرسمه بيان علي ( عليه السلام ) ، أنّه يرى ذلك الشيء بحقيقته بأروع ما يكون الوصف والبيان .

إليك طرفاً قصيراً اقتطعناه من خطبة له ( عليه السلام ) وهو يصف جمال الطبيعة :

( فَلَمَّا أَلْقَتِ السَّحَابُ بَرْكَ بِوَانَيْهَا ، وَبَعَاعَ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ مِنَ الْعِبْ‌ءِ الْمَحْمُولِ عَلَيْهَا ، أَخْرَجَ بِهِ مِنْ هَوَامِدِ الأَرْضِ النَّبَاتَ ، وَمِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الأَعْشَابَ ، فَهِيَ تَبْهَجُ بِزِينَةِ رِيَاضِهَا ، وَتَزْدَهِي بِمَا أُلْبِسَتْهُ مِنْ رَيْطِ أَزَاهِيرِهَا وَحِلْيَةِ مَا سُمِطَتْ بِهِ مِنْ نَاضِرِ أَنْوَارِهَا ، وَجَعَلَ ذَلِكَ بَلاغاً لِلأَنَامِ وَرِزْقاً لِلأَنْعَامِ ) [1] .

إنّ المرء ليتحيّر إذا ما أراد الحكم في أيّهما أجمل كلمات علي ( عليه السلام ) في وصف الطبيعة أم الطبيعة نفسها ، أم أنّهما تخالطا وامتزاجا فأصبحت الطبيعة الجميلة تنشد كلام علي ( عليه السلام ) ، وأصبح كلام علي يعزف تقاسيمها التي رسمها بارئها ؟

إليك الثانية الأخرى في وصف أصحاب النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) :

( لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً ، وَقَدْ بَاتُوا سُجَّداً وَ قِيَاماً ، يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَ خُدُودِهِمْ ، وَيَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ ، كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ ، إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ ، وَمَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ وَرَجَاءً لِلثَّوَابِ ! ) [2] .


[1] نفس المصدر : الخطبة 91 .

[2] نفس المصدر : الخطبة 97 .

اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست