15 . الأسلوب التبصيري
الغاية منه هداية الناس إلى الحق ، فالمعروف أنّ الإمام كان همّه إقامة دعائم الإسلام وأركانه .
في سبيل تحقيق هذا الهدف عمل الإمام جاهداً في كلّ فرصة خير تُقبل ؛ لهداية وإصلاح أيّ شخص ضلّ عن قارعة الطّريق .
فقي خلافة أمير المؤمنين أوفد أهل البصرة مبعوثاً منهم ؛ لِيَعْلَمَ لَهُمْ مِنْهُ حَقِيقَةَ حَالِهِ مَعَ أَصْحَابِ الْجَمَلِ لِتَزُولَ الشُّبْهَةُ مِنْ نُفُوسِهِمْ ، فَبَيَّنَ لَهُ ( عليه السلام ) مِنْ أَمْرِهِ مَعَهُمْ مَا عَلِمَ بِهِ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ ، ثُمَّ قَالَ : لَهُ بَايِعْ ، فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ قَوْمٍ وَ لا أُحْدِثُ حَدَثاً حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ ( عليه السلام ) : ( أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ الَّذِينَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تَبْتَغِي لَهُمْ مَسَاقِطَ الْغَيْثِ ، فَرَجَعْتَ إِلَيْهِمْ وَأَخْبَرْتَهُمْ عَنِ الْكَلإِ وَ الْمَاءِ فَخَالَفُوا إِلَى الْمَعَاطِشِ وَالْمَجَادِبِ مَا كُنْتَ صَانِعاً ، قَالَ كُنْتُ تَارِكَهُمْ وَ مُخَالِفَهُمْ إِلَى الْكَلإِ وَ الْمَاءِ ، فَقَالَ ( عليه السلام ) فَامْدُدْ إِذاً يَدَكَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيَّ فَبَايَعْتُهُ ( عليه السلام ) .
( وَالرَّجُلُ يُعْرَفُ بِكُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ ) [1] .
إنّ هذا الأسلوب مارسه الإمام أمام الملأ الحاضرين من أهل الكوفة في سبيل هداية الرجل القادم وتبصيره .
[1] نهج البلاغة : من كلام له ( عليه السلام ) : 322 .