responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 118

لك أو فنيت ، فإنيّ أُوصيك بتقوى الله ولزوم أمره ، وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله ) [1] .

إنّ المقياس عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في البعد والقرب منه ليس النسب ، بل ما يجده ( عليه السلام ) في المؤمنين من التقوى والاستعداد والقدرة .

عبارة الإمام وجدتك تشير إلى هذا المعنى ؛ حيث إنّ أقرب النّاس معنوياً إلى أمير المؤمنين ولداه الحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، قد صرّح الإمام بنوع القرب الحقيقي ، وهو قرب المودّة ، لا قرب النسب ( القريب مَن قرّبته المودّة وإن بَعُد نسبه ، والبعيد مَن باعدته العداوة وإن قرب نسبه ) [2] .

المودة الحقيقية هي المودة والحب في الله ؛ حيث إنّ كلّ إنسان يولي الجميل محببٌ ، وتهوي إليه قلوب المؤمنين ( مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ) [3] .

كذا أوصى أمير المؤمنين لابنه الحسن ( عليه السلام ) ( ووجدتك بعضي بل وجدتك كلّي ) ليس لأنّه ابنه فحسب ؛ بل لأنّه يسرع به العمل أن يكون بعض بل كلّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

ممّا يؤيّد وجود الموّدة والمحبّة الحقيقية بين أمير المؤمنين وأصحابه ، قوله ( عليه السلام ) في الشهداء من أصحابه :

( أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه ، وقرءوا القرآن


[1] نفس المصدر : الكتاب : 31 ؛ العقد الفريد : 3/114 .

اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست