اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 116
12 . الأسلوب التربوي
الغاية منه هي التعلّي بالآداب الإسلامية ( أَنْ أَبْتَدِئَكَ بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَأْوِيلِهِ وَشَرَائِعِ الإِسْلامِ وَأَحْكَامِهِ وَحَلالِهِ وَحَرَامِهِ ، لا أُجَاوِزُ ذَلِكَ بِكَ إِلَى غَيْرِهِ ) [1] .
التربية الحقة تأخذ طريقها بسهولة كلّما كان الإنسان قريباً من الصّغر ( وَإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ ، مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْهُ ، فَبَادَرْتُكَ بِالأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَيَشْتَغِلَ لُبُّكَ ) [2] .
الإمام ( عليه السلام ) عندما يوصي أحد أبنائه أو أحد أصحابه ؛ لأنّه يأمل فيه أن يأخذ ذلك بقوة ، ويتبع أحسن الذي قيل له من أبواب الأدب ( ولا ميراث كالأدب ) [3] .
إنّ هذا الأسلوب التّربوي يستهدف عقل الإنسان ونفسه وتكاليفه ، يستهدف عقل الإنسان في دفع الجهل عنه وتحريكه نحو الخير ، ويستهدف نفس الإنسان في قلع أو علاج الأمراض النفسية كالعجب ، ويستهدف تكاليف الإنسان وتقديم الأهمّ فالأهمّ ممّا له تأثير في تأديب الإنسان وتربيته الروحية مثل عبادة التفكر .
أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) فقال فيما أوصى به إليه : ( يا بُني ، لا فقر أشد من الجهل ، احتمالاً ( ولا وحدة ) ...