اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 108
معه آخذاً بيده ، إلاّ أنّ الدلالات الإيحائية في هذا السلوك لها معنى كبير من الناحية النفسية ؛ لدفع كميل بن زياد نحو العمل بفحوى هذا اللّقاء .
7 . الأسلوب الاستدلالي
الغاية منه معرفة وجه الحقيقة ، فالإمام ( عليه السلام ) توخّى ضوء الحقيقة ووضوحها ؛ لأنّ ما بعد الحقيقة ضلال وأوهام ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاّ الضَّلالُ )[1] .
على هذا ذهب الإمام ( عليه السلام ) في حكومةٍ مع يهودي إلى شريح ؛ لأقامة الحق ، والدليل فيما تحاكما به .
مضى ( عليه السلام ) في حكومةٍ إلى شريح مع يهودي ، فقال : يا يهوديّ ، الدّرع درعي ولم أبعْ ولم أهبْ .
فقال اليهودي : الدّرع لي وفي يدي ، فسأله شريح البيّنة .
فقال : هذا قنبر والحسين يشهدان لي بذلك .
فقال شريح : شهادة الابن لأبيه وشهادة العبد لا تجوز لسيّده ، وإنّهما يجرّان إليك !
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ويلك يا شريح ، أخطأت من وجوه ؛ أمّا واحدة فأنا إمامك فدين الله بطاعتي ، وتعلم أنّي لا أقول باطلاً ، فرددت قولي وأبطلت دعواي ، ثمّ سألتني البيّنة .
فشهد عبد وأحد سيدَي شباب أهل الجنّة فرددت شهادتهما ، ثمّ ادعيت عليهما أنّهما يجرّان إلى أنفسهما .