ثمّ دعا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى النّظر في خلق الجرادة ، وكيف جعل لها الله السمع الخفي والفم السويّ ، وغير ذلك ممّا جعله الله لها من بديع صنعه .
إنّ هذا الأسلوب التامّلي لا يترك شيئاً ممّا خلق الله تعالى إلاّ ودعا إلى التأمل فيه والوقوف عنده ، بدءً من الذرّة الصغيرة إلى ما علاها من عظيم الجثة ، فـ ( سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ الذَّرَّةِ وَالْهَمَجَةِ إِلَى مَا فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ الْحِيتَانِ وَالْفِيَلَةِ ! ) [2] .
5 . الأسلوب التدريجي
إنّ الغاية منه معرفة تقدير النعم والابتلاء فيها ، كتب البحراني في شرحه أنّ الغرض من الاستدراج هو ( الحثّ على فضيلتي الشكر والصبر ) [3] .
الاستدراج الّذي يقوم به النّاس بعضهم لبعض هو ؛ لأجل غرض معيّن أو هدف خاص ، قد يكون دنيوياً وأخرى أخروياً .