اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 497
سنة 167 أي قبل ولادة الطبري بسبع و خمسين سنة إذ ولادة الطبري سنة 224 و وفاته سنة 310 فهذا لا يمكن أن يكون هو.
السري بن يحيى بن السري ابن أخي هناد بن السري ذكره ابن أبي حاتم المتوفى سنة 327 و هذا كان في عصر الطبري لأنه عاصر ابن أبي حاتم و لكن لم تذكر له رواية، أو يشير أحد إلى من روى عنه و لم يصفه أحد بأنه محدث أو حدث عن أحد أو حدثوا عنه و بهذا فهو مجهول.
و على أي حال لا يوجد بهذه النسبة من عرف بالحديث أو اشتهر بالرواية.
و بعضهم يرى أن السري الذي يروي عنه الطبري هو السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي ابن عم الشعبي و كاتبه، و هذا أيضا لا يصح لأن وفاة الشعبي سنة 103 و ولادة الطبري 224 و لا يمكن أن يمتد عمر السري هذا إلى زمن الطبري فيحدثه، و مع هذا فقد اتصف بصفات توجب رد ما يرويه فهو ضعيف و متروك الحديث كما يقول ابن المبارك و أبو داود و النسائي و هو ليس بثقة و أحاديثه التي يرويها لا يتابعه عليها أحد كما يقول ابن عدي. و قال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، و يرفع المراسيل إلى آخر ما وصفوه به [1].
و يرى بعضهم أن السري الذي يروي عنه الطبري هو: السري بن عاصم ابن سهل أبو عاصم الهمداني مؤدب المعتز باللّه، و قد ينسب إلى جده، و هذا معاصر للطبري لأن وفاته سنة 258 في بغداد و كان عمر الطبري عند وفاة السري هذا ثلاثين سنة فيمكن أن يكون هو.
و مع هذا فقد كذبه ابن خراش و وهاه بن عدي، و قال: يسرق الحديث و قال النقاش: إنه وضاع، و ذكر الذهبي حديثين من وضعه [2].
و كيف كان فإن الجهالة تحيط بهذا الراوي الذي يروي عنه الطبري، و لو فرضنا أنه معروف و أنه ثقة، و لكن يلزمنا أن نحقق عن شيخه الذي يروي عنه و هو شعيب.
[1] انظر تهذيب التهذيب 3: 459- 460، و ميزان الاعتدال 1: 270.