اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 118
عن الواقع. و قد اعتمد على قول لا يعرف قائله، و ناهيك بما للاستسلام في الأقوال و الانقياد في الآراء من جناية على التاريخ و الأحداث، و التخلص من قيودهما من أولى مستلزمات البحث الهادف و الدراسة العلمية.
الكيسانية:
يقول المؤلف: و قد تكونت من آراء المختار التي كان يبثها فرقة تسمى الكيسانية حملت آراءه.
ثم يذكر عقائدهم و بعد ذلك يقول: و هذه الآراء منحرفة بلا شك، و إنها و إن كانت لفرقة قد قل الذين اعتنقوها، قد فتحت بابا للأخيلة الفاسدة التي جاءت من بعد.
و إذا كان الذي أثار هذا التفكير قد ثار للحسين، و أرضى قلوب قوم مؤمنين، فقد كان بهذه الآراء مثيرا لأفكار وجد من بنى عليها، و وسع فيها و استرسل في الخيال إلى درجة الكفر، و لذلك نقول في المختار إنه خلط عملا صالحا بعمل كثير سيئ.
و نحن نقول:
إن عمل المختار لم يخالطه ما يسوء، و هو صالح في نفسه و في عمله و ما نبز به من الاتهام، و ما رمي به من سوء الاعتقاد، فهو مفتعل عليه وضعه أعداؤه، و لفقه خصومه، و غذته سياسة عصره بروايات موضوعة، و أخبار مفتراة، تشويها لسمعته وشلا لاتساع حركته الانتقامية، من قتلة آل محمد.
و قد دعا له الإمام السجاد و شكره الإمام الباقر على صنيعه و أطراه و ترحم عليه، و كذلك الإمام الصادق (عليه السلام) و تواتر الثناء عليه و الذب عنه من علماء الشيعة، و لم يغمزه إلا من لم يقف على حاله [1].
و أما قول المؤلف: قد تكونت من آراء المختار التي كان يبثها فرقة تسمى الكيسانية حملت آراءه: فهو قول بعيد عن الصواب، لأنا لم نجد في المصادر الموثوق بها شيئا من ذلك.
[1] كتاب فرق الشيعة ص 23 تعليق العلامة الجليل السيد محمد الصادق آل بحر العلوم.
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 118