اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 2 صفحة : 128
و إياكم و العظمة و الكبر، فإن الكبر رداء اللّه تعالى، فمن نازع اللّه رداءه قصمه اللّه و أذلّه يوم القيامة.
و إياكم أن يبغي بعضكم على بعض، فإنّها ليست من خصال الصالحين، فإنّه من بغى صيّر اللّه بغيه على نفسه، و صارت نصرة اللّه لمن بغي عليه، و من نصره اللّه غلب و أصاب الظفر من اللّه.
و إياكم أن يحسد بعضكم بعضا، فإن الكفر أصله الحسد.
و إياكم أن تعينوا على مسلم مظلوم، فيدعو اللّه عليكم، فيستجاب له فيكم، فإن أبانا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كان يقول: إن دعوة المظلوم مستجابة.
و ليعن بعضكم بعضا، فإن أبانا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كان يقول: إن معونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام.
و إياكم و إعسار أحد من إخوانكم المسلمين فإن أبانا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كان يقول:
ليس لمسلم أن يعسر مسلما، و من أنظر معسرا أظلّه اللّه يوم القيامة بظله، يوم لا ظل إلّا ظلّه.
و اعلموا أنّه ليس بين اللّه و بين أحد من خلقه، لا ملك مقرّب، و لا نبي مرسل، و لا من دون ذلك كلهم، إلّا طاعتهم له، فجدّوا في طاعة اللّه، إن سركم أن تكونوا مؤمنين حقا حقا، و لا قوة إلّا باللّه.
و إياكم و معاصي اللّه أن تركبوها، فإنّه من انتهك معاصي اللّه فركبها، فقد أبلغ في الإساءة إلى نفسه، و ليس بين الإحسان و الإساءة منزلة، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة، و لأهل الإساءة عند ربهم النار، فاعملوا بطاعة اللّه، و اجتنبوا معاصيه، و اعلموا أنّه ليس يغني عنكم من اللّه أحد من خلقه، لا ملك مقرّب، و لا نبي مرسل، و لا من دون ذلك، فمن سرّه أن تنفعه شفاعة الشافعين؛ فليطلب إلى اللّه أن يرضى عنه.
و إياكم أن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم اللّه عليكم، فإنّه من انتهك ما حرم اللّه عليه هاهنا- في الدنيا- حال اللّه بينه و بين الجنّة و نعيمها، و لذّاتها و كرامتها الدائمة لأهل الجنّة أبد الآبدين.
و اعلموا أنّه بئس الحظ الخطر لمن خاطر بترك طاعة اللّه، و ركب معصيته، فاختار أن ينتهك محارم اللّه، في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها، على خلود نعيم
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 2 صفحة : 128