اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 72
الحكام الذين يفرضون إرادتهم على العلم و العلماء، و يحاولون أن تكون لهم السلطة الدينية إلى جانب السلطة التنفيذية.
و قد بذل المنصور كل ما في وسعه لجلب رضا الإمام الصادق (عليه السلام) و الفوز بمسايرته له، و لكنه لم يفلح، فقد أعلن (عليه السلام) مقاطعته، و أوعز إلى أصحابه ذلك، فسارت مدرسته على ذلك الاستقلال الروحي، و نالت تلك الشهرة العظيمة، و خلفت ذلك التراث الثمين و المجد العلمي، و إن الحضارة الإسلامية مدينة لها بالتطور و الخلود. و سيأتي في الأجزاء القادمة مزيد بيان لذلك.
تلامذة الإمام الصادق و رواة حديثه:
أما تلامذته فقد أجمع العلماء على أنهم كانوا أربعة آلاف، و هم من مختلف الأقطار الإسلامية على اختلاف آرائهم و معتقداتهم، و قيل: إن الثقات منهم كانوا بهذا العدد، و لا بد لنا من الإشارة هنا إلى البعض منهم مقتصرين على ذكر أسمائهم بدون تفصيل لأنا سنشير إلى جملة منهم في الجزء الثاني، كما اننا لم نذكر منهم إلا من اشتهر بالعلم و خرج حديثه أصحاب الصحاح كالبخاري، و مسلم، و الترمذي، و أصحاب السنن. و ان منهم من أصبحوا رؤساء طوائف، و أئمة مذاهب: كأبي حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة 150 ه- صاحب المذهب المنسوب إليه و قد اشتهر قوله: ما رأيت أعلم من جعفر بن محمد .. و قوله: لو لا السنتان لهلك النعمان [1] و كانت له مع الإمام الصادق اتصالات متفرقة بالمدينة و الكوفة، و قد لازمه مدة سنتين متواصلتين بالمدينة. فجعل هاتين السنتين نجاة له من الهلكة.
مالك بن أنس المتوفى سنة 179 ه- رئيس المذهب المنسوب إليه و كانت له صلة تامة بالإمام الصادق (عليه السلام) و روى الحديث عنه و اشتهر قوله: ما رأت عين أفضل من جعفر بن محمد.
سفيان الثوري المتوفى سنة 161 ه- و هو من رؤساء المذاهب و حملة الحديث و أعلام الأئمة و قد بقي مذهبه معمولا به إلى ما بعد القرن الرابع، و كان لسفيان الثوري اختصاص بالإمام الصادق و قد روى عنه الحديث كما روى كثيرا من آدابه (عليه السلام) و أخلاقه و مواعظه.