responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 653

فكانت تأتي الموسم و تنشد هذا الشعر و تهيم على وجهها [1].

إذا فليس من أنصاف الحق أن يؤاخذ المسلم عند ما يغضب لسماع صوتها و ينسب الظلم لمن قتل ولديها فيرمى بالزندقة و الإلحاد لأنه طعن على معاوية، إذ القتل بأمره و هو صحابي، و له في ذلك اجتهاد مقبول أو تأويل صحيح، إذا ليجري معاوية في ميدان الحياة و ليفعل ما شاءت له نفسه، فقد ضربت الصحبة عليه حصانة لا يمكن مؤاخذته فليأمن من كل خطر و ليسفك الدماء، و ليقتل على الظنة و التهمة، فقد انهارت الحواجز كلها في وجهه و اندكت العقبات أمامه، فلا تشمله تلك النظم و الأحكام التي قررها الشارع المقدس، و فيها سعادة البشر و نظام الحياة، لأنه صحابي و له حرية التصرف في الأحكام.

و لو كان له ذلك لما أنكر الصحابة عمله، و في طليعتهم الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، فقد أعلن للملإ انحراف سيرة معاوية و مخالفته لنظم الدين.

و قد أنكرت عائشة على معاوية قتله لحجر و أصحابه و غضبت عليه و منعته من الدخول عليها و لم تقبل بأعذاره إذ قال: إن في قتلهم صلاحا للأمة، و في مقامهم فسادا للأمة فقالت: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يقول: سيقتل بعذراء الناس يغضب اللّه لهم و أهل السماء [2].

و كثر الإنكار على معاوية لما ارتكبه من الأعمال و لا يتسع المجال للإسهاب في هذا الموضوع.

و خلاصة القول أن الصحبة بشروطها في الإخلاص في الدين و الولاء في الإسلام و ليست منزلة توجب العصمة و تلزم الاعتراف بالتفرد دون نظر و تدقيق، قال سفيان بن عيينة: نظرت في أمر الصحابة و أمر بن المبارك فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و غزوهم معه‌ [3]. فليست مقرونة بمواهب خارقة و خصال خاصة و قد تكون اصطحابا بلا أثر و غزوا في الظاهر، و في السريرة أغراض نفع و رياء فعن معاذ بن جبل أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قال: الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه اللّه و أطاع الإمام‌


[1] الاستيعاب ج 1 ص 156 و الكامل لابن الأثير ج 3 ص 195.

[2] تاريخ ابن كثير 8/ 55.

[3] صفة الصفوة لابن الجوزي ج 1 ص 111 و تاريخ ابن كثير.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 653
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست