اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 639
كما حدّث الخطيب البغدادي: ذكر عند الرشيد حديث أبي هريرة: أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة؟ فقال رجل من قريش: أين لقي آدم موسى؟ فغضب الرشيد و قال: النطع و السيف زنديق يطعن في حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) [1].
و من هذا نعرف شدة الأمر و خطر الموقف، فهذا رجل يسأل عن المكان الذي لقي موسى آدم ليتضح له أمر لعله كان يجهله فلقي ما لقي و طبقت عليه مادة الفناء و هي الاتهام بالزندقة، لأنه يستفسر عن غموض حصل له في حديث أبي هريرة، فأدت الحالة أن اتهم بالطعن على حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).
فكيف إذا أراد الاستفسار عن حديث أبي هريرة الذي أخرجه مسلم و البخاري:
إن جهنم لا تمتلئ حتى يضع اللّه رجله فتقول قط قط. الحديث [2].
إذا لا يصح للمسلم الذي ينزه اللّه تعالى عن تلك الصفة أن يسأل لأن في السؤال و تنزيه اللّه طعن على أبي هريرة، و الطعن على أبي هريرة طعن على النبي.
و كيف إذا أراد أن يستفسر عن المحل الذي ينزل إليه اللّه جل و علا في سماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل، فقد روى ذلك أبو هريرة كما أخرجه الشيخان [3] إلى غير ذلك من أحاديثه التي يطول الحديث بالتحدث عنها [4].
و غرضنا من هذا العرض أن أحاديث أبي هريرة تحوط بها أشواك من التشكيك لحصول تلك الكثرة الهائلة، و لأنه كان أميا لا يقرأ و لا يكتب، و هو حديث عهد في الإسلام، و أقل الصحابة صحبة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، فهو يحدث عن وقائع لم يحضرها، و مشاهد لم يشهدها إجماعا.
فمن ذلك ما حدث به عن سهو النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في الصلاة (و هو منزه عن ذلك).
[3] أخرجه البخاري في باب الدعاء و مسلم في باب الترغيب في الدعاء.
[4] و قد جمع قسما منها سيدنا الحجة شرف الدين في كتابه (أبو هريرة) و أعطى صورة صادقة عنه و قد جمع قسما منها سيدنا الحجة شرف الدين في كتابه (أبو هريرة) و أعطى صورة صادقة عنه ببحث علمي يتركز على حرية الفكر فكان موضع عناية المفكرين و نال القبول لما فيه من إظهار للحقائق الضائعة.
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 639