responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 597

غديره. و بين نفسية ابن عمر و مؤهلاته و مقدار تحمله لذلك، و قيمة ما يروى عنه في نظر حفاظ الحديث و علماء الأمة [1].

و لا نعود إلى مسألة مالك بن أنس عن الأسباب التي حملته على رأي المساواة، و لعلها لا تخفى على المتتبع، فهو لا يجهل مكانة عليّ (عليه السلام) في الإسلام من البداية إلى النهاية، كما أنه لا يجهل اختصاص عليّ (عليه السلام) بمزيد فضل و عظيم شرف لم يشاركه أحد في ذلك. و قد امتاز على غيره من أصحاب محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، الذين كانوا على جانب عظيم من الصفات الفاضلة و المزايا الجليلة: من الإيمان و الصلاح و الورع و الزهد و الجهاد ...

فقد كان أسبقهم إلى الإسلام، و أقربهم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، و أشدهم جهادا في الحرب، و أعلمهم بالدين، و أعظمهم منزلة، فهو أقضى الأمة، و أعلم الصحابة، و أول من أسلم، و قد آزر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في نشر الدعوة و غير ذلك.

و امتاز عنهم بأنه أخو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و منه الذرية الطيبة. و هو نفس محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و هو مطهر من الرجس، و منزه عن المعايب، يمثل النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في زهده و ورعه و خلقه و هديه و فعله و علمه و فضله. و هو و رسول اللّه ركيضا رحم، و رضيعا لبن واحد، إلى غير ذلك من المميزات التي اختص بها الإمام عليّ (عليه السلام)، و امتاز بها على غيره، فذاته صيغت من فضيلة. و لا يمكننا أن نعطي صورة واقعية عن شخصية الإمام بدراسة حياته بجميع نواحي عظمتها فليس ذلك بمستطاع.

فضل عليّ و امتيازه و خصاله:

رأينا كيف تدخلت السياسة في تشويه الحقائق، و حمل الناس على مخالفة الواقع بأشكال و ألوان مختلفة، مما أفسد على المجتمع ما صلح، و قامت بسب ذلك فتن و حروب، و ليس ذلك بعجيب، و لكن الأعجب منه حمل من خالف تلك الأوضاع الشاذة، و وقف لجانب الحقيقة على الشذوذ و الانحراف، و أن يصبح غرضا ترشقه سهام التهم بدون تثبت في الحكم. و تدبر في الأمر. و قد كانت مسألة التفضيل من أهم الأسباب التي تذرع بها ولاة الأمر للقضاء على المفكرين من الأمة، و جعلتهم‌


[1] الغدير ج 10 ص 3- 73.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 597
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست