responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 525

و لذلك نرى أن الولاة كانوا يحترمونه غاية الاحترام، و يخشونه كخشيتهم من المنصور، فعظمت بذلك منزلة مالك، و تقرب الناس إليه، و ازدحموا على بابه كازدحامهم على أبواب الأمراء.

و هذا هو السبب في هيبة مالك في النفوس، لأن الحكام كانوا يهابونه حتى أنهم يحسون بالصغر في حضرته، كما حدث الشافعي عند ما قدم المدينة يحمل كتابا لواليها من والي مكة، و يطلب منه أن يوصله إلى مالك، فقال الوالي: يا فتى إن مشيي من جوف المدينة إلى جوف مكة حافيا راجلا أهون عليّ من المشي إلى باب مالك، فلست أرى الذلة حتى أقف على باب داره‌ [1] فإذا كان الولاة هذه حالتهم معه، فالناس أولى بذلك. و كيف لا يهابه الولاة و بيده أمرهم من عزل و تعيين؟ هذا هو سر هيبة مالك مرجعها لقوة المنصور التنفيذية.

اتصاله بالمنصور:

و الذي يظهر أن اتصال مالك بالمنصور و تقريبه إياه كان في السنة التي حج فيها المنصور على ما يرويه ابن قتيبة: أن المنصور كتب إلى مالك: أن واف الموسم في العام القابل إن شاء اللّه، فإني خارج إلى الموسم. فلما حج المنصور 153 ه- و دخل عليه مالك، فاعتذر المنصور إليه مما ناله من الضرب و الإهانة و قال له- بعد كلام طويل-: و لقد أمرت أن يؤتى بعدو اللّه من المدينة على قتب- يعني جعفر بن سليمان الذي ضرب مالك- و أمرت بضيق مجلسه، و المبالغة في امتهانه، و لا بد أن أنزل فيه من العقوبة أضعاف ما نالك منه.

فقال مالك: عافى اللّه أمير المؤمنين، و أكرم مثواه، قد عفوت عنه لقرابته من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ثم منك.

و بهذا يتضح أن هذا الاجتماع هو أول اجتماع بعد ضرب مالك و إهانته ثم أمره أن يضع كتابا يحمل الناس عليه، و يبثه في الأمصار و يأمر الناس بالعمل به، و أن لا يقضى بسواه. فقال مالك: إن أهل العراق لا يرضون علمنا، و لا يرون في علمهم رأينا.


[1] معجم الأدباء ج 17 ص 275.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 525
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست