responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 520

و كان أبو محمد بن أبي حاتم يقول: عن أبي زرعة عن يحيى بن بكير أنّه قال:

الليث أفقه من مالك، إلا أنه كانت الحظوة لمالك. و في رسالة الليث بن سعد التي بعث بها إلى مالك يناقشه فيها في بعض آرائه مناقشة قوية، و يرد عليه، فيقول في بعضها:

و من ذلك إنك تذكر أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) لم يعط الزبير بن العوام إلا لفرس واحد، و الناس كلهم يحدثون أنه أعطاه أربعة أسهم لفرسين، و منعه الفرس الثالث. و الأمة كلهم على هذا الحديث: أهل الشام، و أهل مصر، و أهل العراق، و أهل إفريقية لا يختلف فيه اثنان، فلم يكن ينبغي لك و إن كنت سمعته من رجل مرضي أن تخالف الأمة أجمعين.

و قال أحمد بن حنبل: كان ابن أبي ذويب يشبه سعيد بن المسيب، و كان أفضل من مالك، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه‌ [1].

و قال أيضا: هو أورع و أقوم بالحق- يعني ابن أبي ذويب- من مالك، دخل على المنصور فلم يهبه إن قال له الحق: و قال الظلم ببابك فاش، و أبو جعفر أبو جعفر [2] يعني في قوته و جبروته و اشتداد سلطانه و عظمته و بطشه.

و نقف عند هذا الحد من استعراض آراء العلماء و أقوالهم في مالك، مما تدل على عدم امتيازه بموهبة يصبح بها أهلا للمرجعية دون غيره. و لا حاجة بنا إلى غربلة الأقوال الأخر و مناقشتها. و إنما ذكرنا هذا كانموذج و مقدمة لما نريد أن نذكره في الموازنة فيما بعد عند انتهائنا من التعرف على شخصيات أئمة المذاهب.

مع الخلفاء و الولاة:

أدرك مالك بن أنس من العهد الأموي أربعين سنة، و من العهد العباسي ستا و أربعين سنة، لأن ولادته سنة 93 ه- و وفاته سنة 179 ه- على اختلاف الأقوال في ذلك، و بهذا فقد أدرك الدولتين الأموية و العباسية، و قد كانت ولادة مالك في عهد الوليد بن عبد الملك.


[1] تذكرة الحفاظ ج 1 ص 176.

[2] تاريخ بغداد ج 2 ص 302.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 520
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست