responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 513

بالإغراق و المبالغة، حتى بلغت مغالاة أمة من الحنفية أن إمامهم أعلم من رسول اللّه و حدّث عليّ بن جرير: أن رجلين تماريا في مسألة فقال أحدهما: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، فقال الآخر كان أبو حنيفة أعلم بالقضاء [1] و هذا منتهى الإغراق في الغلو و قد مرّ قسم من ذلك في الجزء الأول.

أما المالكية فإنهم أهون في تقحم الخطر على مركب الغلو من الحنفية في وضع المناقب، و قد خلت كتبهم من التحامل و الطعن على غيرهم، على أنهم لم يخلوا من شائبة الغلو و المدح و الإطراء المؤدي إلى الاضطراب، كما أنهم أكثروا من الأطياف و الرؤيا بما يعود لمالك و علو منزلته و يحصل فيه لشخصيته امتياز عن غيره، و تلك مبالغات مصدرها الغلو و حب الغلبة و الشهرة. و إليك بعضا من مناقبه:

عالم المدينة:

لما كانت المدينة المنورة مهدا للعلم و مصدرا للتشريع، فلا بد أن يكون لعلمائها منزلة دون غيرهم من علماء الأقطار، و قد ورد حديث عالم المدينة فجعلوه ينطبق على مالك وحده، و كأن المدينة لم ينبغ بها عالم حتى يكون مصداقا للحديث غير مالك بن أنس.

فلا بد لنا أن نتكلم عن صحة الحديث و انطباقه على مالك دون غيره.

أخرج الترمذي بطريق عن أبي هريرة مرفوعا: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة». و جعلوا المراد به مالك بن أنس دون غيره. قال ابن أبي الحوت في أسنى المطالب: خبر (أبي حنيفة سراج أمتي) موضوع باطل، و لم يرد في أحد من الأئمة نص لا صحيح و لا ضعيف كخبر: عالم قريش يملأ طباق الأرض علما، و حمل على الشافعي، و كذا خبر: يكاد يضرب الناس أكباد الإبل .. الحديث. سمعته من المالكية و لم أره، و حمل على مالك و يظهر عليه التكلف.

و لا حاجة بنا إلى نقل الأقوال في تفنيده، و مع التسليم لصحة الحديث فمن البعيد حمله على مالك بن أنس. قال الخطيب البغدادي عند ذكر هذا الحديث: قال‌


[1] تاريخ بغداد ج 13 ص 413- 414.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست