اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 511
يعرف عنه أنه اشتغل بالعلم، و ليست له معرفة فيه، و لو كان يؤثر عنه شيء لكان مالك أولى بروايته. نعم ورد في بعض الكتب رواية مالك عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنه قال: ثلاث يفرع لهن الجسد فيربو عليهن: الطيب، و الثوب اللين، و شرب العسل، و لكن المحققين من علماء الحديث قالوا: إن هذا الخبر لا يصح عن مالك [1].
و بهذا لم يكن لأنس رواية في الحديث و لا رواية واحدة.
قال الخطيب في المتفق بعد ذكر الحديث المتقدم: لا أعلم. روي عن مالك من هذا الوجه و فيه نظر، فهو يطعن بصحته، و قال أيضا: لم يروه عن مالك غير يوسف بن هرون تفرد به القشيري، و أخرجه ابن حبان في الضعفاء، و قال: هذا لم يأت به عن مالك غير يونس- و هو أحد رواة الحديث المتقدم- و قد روى عجائب لا تحل الرواية عنه. و أخرجه الدارقطني في غرائب مالك و قال: هذا لا يصح عن مالك، و يونس ضعيف. و ربما يتوهم أن والد مالك بن أنس هو أنس بن مالك الصحابي الشهير، لأن المتسمين بأنس بن مالك هم خمسة:
1- أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري أبو حمزة المدني المتوفى سنة 93 ه- و هو خادم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).
2- أنس بن مالك الكعبي القشيري أبو أميعة، نزل البصرة، و روى عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) حديثا واحدا.
3- أنس بن مالك شيخ حمصي، ذكره أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في تاريخ الحمصيين، و ليس له من الحديث شيء.
4- أنس بن مالك أبو القاسم الكوفي حدث عن عبد الرحمن بن الأسود و حماد بن أبي سليمان و غيره، و أحاديثه قليلة.
5- أنس بن مالك والد الإمام مالك هذا، و لم يكن له ذكر في كتب الحديث، و لم يفصح التاريخ عن شيء من حياته و لا تاريخ وفاته، بل هو مجهول كما إنا لم نقف على شيء من حياته لنتحقق نشأة مالك تحت رعايته و تربيته، و لعله مات قبل أن