responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 479

و حاولوا صرف الناس عنه بكل وسيلة، و لقد جلبه هشام إلى الشام مرتين يحاول الفتك به، و لكن اللّه برعايته رد عنه كيده و صرف عنه أذاه.

الإمام الباقر و عبد الملك:

كان عبد الملك بن مروان يبتعد عن التعرض للإمام الباقر (عليه السلام) و أهل بيته و كتب إلى عامله في الحجاز: جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت آل حرب لما تهجموا بها لم ينصروا [1].

فهو لا يجهل منزلتهم و يعرف مكانتهم، و لكن حرصه على ملكه و طمعه في دنياه يدعوه إلى نصب العداء لهم؟ لأنهم أوقع منه في نفوس الأمة و إليهم تهوي أفئدة المسلمين. و كان يلجأ إليهم في أكثر الأمور التي تهمه، و لا يجد المخرج منها إلا بهم لعلمه بمكانتهم مع تكتمه و عدم إظهار ذلك‌ [2].

و لما كتب إليه ملك الروم يتوعده فضاق عليه الجواب، فكتب إلى الحجاج و هو إذ ذاك على الحجاز: أن ابعث إلى علي بن الحسين زين العابدين فتوعده و تهدده و أغلظ له، ثم انظر ما ذا يجيبك؟ فاكتب به إليّ.

ففعل الحجاج ذلك. فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): إن للّه في كل يوم ثلاثمائة و ستين لحظة، و أرجو أن يكفينيك في أول لحظة من لحظاته. فكتب الحجاج إلى عبد الملك بذلك.

و لما كتب ملك الروم لعبد الملك بن مروان يتهدده أن يذكر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في الدنانير بما يكرهون، فعظم ذلك على عبد الملك و استشار الناس فلم يجد عند أحد منهم رأيا [3].

فقال له روح بن زنباع: إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر، و لكنك تتعمد تركه، فقال ويحك من؟ فقال: عليك بالباقر من أهل بيت النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قال: صدقت و لكنه ارتج الرأي فيه.


[1] اليعقوبي ج 3 ص 47.

[2] سنذكر ذلك في الجزء الثامن من الكتاب إنشاء اللّه.

[3] شذور العقود للمقريزي ص 7.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست