responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 45

صور معارضة العباسيين على أن أهم ما كان يثير القلق في نفس المنصور هو أمر العلويين، و في طليعتهم جعفر بن محمد الصادق (ع) فكان يحذر منه أشد الحذر و يحاول زوال تلك العقبات بكل حيلة و لا يقف عند حد.

و المنصور عند ما يلي الخلافة يرجع بتفكيره إلى الوراء و يتذكر سالف أيامه و ماضيه المحزن، يوم كان جوالا، تتقاذفه أمواج الخوف، و تسوقه الحاجة و طلب العيش إلى رواية الحديث، و هو لا ينسى ضرب السياط و ظلمة السجن في عهد الدولة الأموية، و لا ينسى استعطاف الناس بمدح آل محمد، و هو أحد رواة حديث الغدير [1] كل ذلك لا تنمحي صورته عن مخيلته فهو أمامه و معه.

أعمال المنصور:

و الآن و قد أصبح أمير المؤمنين تجبى له الأموال من الشرق و الغرب و أودع في خزائنه ما يكفي للدولة عشر سنين بعد أن كان لا يجد درهما واحدا و تحوط به آلاف من الجنود، بعد أن كان يقطع المسافة البعيدة وحده خائفا فهو بحكم الغريزة النفسية يشح بما أوتي حتى على نفسه، فكان يرقع ثيابه بيده و يحاسب على الدانق، حتى عرف به، و يكون في حذر من أقل واهمة يتخيل بها زوال ملكه، فحصنه بالسيف، و جعل بينه و بين الخطر سورا من أشلاء الأبرياء و بحرا من الدماء التي حرم اللّه إراقتها.

و قد اتخذ طبيبا نصرانيا يستعين به على قتل من لا يود أن يتظاهر في قتله، فكان يدس السم بالدواء، فهذا الطبيب النصراني (كان زنديقا معطلا) لا يبالي بمن قتل، أرسل إليه المنصور يأمره بأن يقتل محمد بن أبي العباس. فاتخذ سما قاتلا ثم انتظر علة تحدث به، فوجد محمد حرارة فقال له الطبيب: خذ شربة دواء، فقال هيئها فهيأها له و جعل فيها ذلك السم ثم سقاه منها. فكتبت أمه تخبر المنصور فأمر بضرب الطبيب ثلاثين سوطا خفيفة و سجنه ثم أطلقه و أعطاه ثلاثمائة درهم‌ [2] .. هذه دية القتيل في شرع المنصور.

و هناك نوع آخر من ألوان العذاب الذي كان يعذب بها من وقع تحت قبضته، و هو وضع الأحياء في البناء، فهو اطلال الهاشمية و بغداد لو تمكنت من الإفصاح عن‌


[1] تاريخ بغداد ج 12 ص 344.

[2] الطبري ج 7 ص 309.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست