اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 441
السادس من الذين خرّج حديثهم أصحاب الصحاح الستة و يتجاوز عددهم ثلاثمائة رجل.
الرواة:
نظرا لاشتهار مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام)، إذ أصبحت جامعة إسلامية كبرى، تقصدها و فود الأمصار، فقد كثر المنتمون إليها من جميع الأطراف على اختلافهم في الآراء و المعتقدات، و الميول و النزعات، و لهذا فلم يكونوا سواء في حسن الاستماع، و قوة الحفظ، و صدق اللهجة، و إخلاص النية.
و ربما كان فيهم من ذوي الأغراض السيئة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، لغاية في نفوسهم، فتعمدوا الكذب، و نسبوا إليه (عليه السلام) ما لم يصدر عنه أمثال:
وهب بن وهب القاضي المعروف بأبي البختري، فقد اشتهر هذا الرجل في الكذب ذكره، و عرف أمره [1].
و سالم بن أبي حفصة العجلي [2] و المغيرة بن سعيد، و صائد النهدي و محمد بن مقلاص.
و حيث كان لوضاع الأحاديث أخطر آفة على العلم، و أعظم خطر على الدين، فقد أعلن الإمام (عليه السلام) للملإ وجوب الحذر، و لزوم التحفظ من هؤلاء الذين انحرفوا عن طريق الاستقامة و الصواب، فكان يقول: و اللّه ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره. و يقول: إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا، و إني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، و ذلك انهم كانوا لا يطلبون بأحاديثنا ما عند اللّه و إنما يطلبون الدنيا، و كل يحب أن يدعى رأسا.
و قد كان بعضهم يغير ما ينقله عنه بزيادة أو نقيصة. قال له رجل من أصحابه: يا ابن رسول اللّه قد بلغنا عنك أنك قلت: إذا عرفتم فاعملوا ما شئتم. فقال أبو عبد اللّه إني قلت: إذا عرفتم فاعملوا ما شئتم، فإنه يقبل منكم. و كان يقول: إنا أهل البيت لا
[2] هو أبو يونس سالم بن أبي حفصة المتوفى سنة 140 هخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد و الترمذي في صحيحه، قال ابن داود: كان يكذب على أبي جعفر و قد لعنه الإمام الصادق (عليه السلام).
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 441