responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 44

السفاح:

و جرت الحوادث و دارت عجلة الزمن، و انتقل الأمر إلى بني العباس الذين استغلوا شمولهم باسم آل محمد ثم انتحلوا انطباقه عليهم دون غيرهم، و بويع السفاح‌ [1] فكان عهده عهد ثورة، و قد شغل الناس بمطاردة الأمويين و تتبع البقية منهم، و استطاع السفاح بمهارته أن يظهر للناس عطفه على أبناء عمه بإكرامهم، و عدم التعرض لهم و هو يحاول بذلك جلب قلوبهم، و إقناع الأمة التي ترى أن الحق لهم دونه، و أنه أحد الأفراد المطوقين بالبيعة لآل علي (عليه السلام) فاقتضت سياسة الدولة الفتية أن يسير على خطة المجاراة لأبناء عمه، و التظاهر بأخذ الثأر من قتلة الحسين (عليه السلام) لمصانعة الناس الذين بدءوا يدركون بأن العباسيين كانوا يسعون في تحصيل الخلافة لأنفسهم باسم (آل البيت) و ما كانوا يقصدون بآل البيت إلا أنفسهم دون العلويين.

تمويها على الرأي العام.

المنصور:

و لم تطل أيام السفاح حتى مضى لسبيله و قد عهد بالأمر لأخيه المنصور [2] و هو ذلك الداهية الذي أعطته التجارب درسا من التيقظ و جعلته يحذر أشد الحذر حتى من أقرب الناس إليه.

فقد قام المنصور و الدولة لم ترتكز دعائمها على أسس قوية فهي مهددة من نواح شتى: فالعلويون يرون العباسيين دعاتهم و أنصار دعوتهم و الأمة متجهة بأنظارها إليهم، و ان الأمر لهم دونهم، و قواد الثورة يرون أن قيام العباسيين بالأمر كحكومة مؤقتة يستطيعون أن يحولوا الأمر عنهم متى شاءوا، و بقية السيف من الأمويين يخشى على الدولة من انتشارهم في الآفاق.

و كان علماء المدينة يجهرون بالفتوى بأن بيعة العباسيين غير صحيحة، فتعددت‌


[1] السفاح هو أبو العباس عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بويع له بالخلافة سنة 132 ه- و توفي بالجدري في الأنبار يوم الأحد 11 ذي الحجة سنة 136 ه- و كانت خلافته أربع سنين و تسعة أشهر.

[2] هو أبو جعفر عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس و هو أكبر من أخيه السفاح و أمه أم ولد اسمها سلامة و كان أكبر من أخيه أبي العباس بويع له بالخلافة سنة 136 ه- و كانت خلافته 22 سنة و توفي سنة 158 ه-.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست