responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 403

و قال نصر بن كثير [1]: دخلت أنا و سفيان الثوري على جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فقلت: إني أريد البيت فعلمني شيئا أدعو به، فقال: إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على الحائط ثم قل: يا سابق الفوت يا سامع الصوت يا كاسي العظام لحما بعد الموت ثم ادع بما شئت. فقال له سفيان شيئا لم أفهمه.

فقال: يا سفيان إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد للّه، و إذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول و لا قوة إلا باللّه، و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.

و لقيه مرة فقال: يا ابن رسول اللّه أوصني. قال: يا سفيان لا مروة لكذوب، و لا أخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسيّئ الخلق.

فقال: يا ابن رسول اللّه زدني، قال: يا سفيان ثق باللّه تكن مؤمنا، و ارض بما قسم اللّه لك تكن غنيا، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر يعلمك من فجوره، و شاور في أمرك الذين يخشون اللّه عز و جل.

فقال: يا ابن رسول اللّه زدني، فقال: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة و غنىّ بلا مال و هيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية اللّه إلى عز طاعته.

و قال سفيان للصادق مرة: لا أقوم حتى تحدثني. قال له: أنا أحدثك و ما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان، إذا أنعم اللّه عليك بنعمة فأحببت بقاءها و دوامها، فأكثر من الحمد و الشكر عليها فإن اللّه عز و جل قال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‌ [إبراهيم: 7] و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، فإن اللّه تعالى قال في كتابه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً. وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً [نوح:

10- 12] يا سفيان إذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره، فأكثر من لا حول و لا قوة إلا باللّه، فإنها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة. فعقد سفيان بيده و قال: ثلاث و أي ثلاث‌ [2].

وصيته لعبد اللّه بن جندب:

يا ابن جندب إنما المؤمنون الذين يخافون اللّه، و يشفقون أن يسلبوا ما أعطوا من الهدى، فإذا ذكروا اللّه و نعماءه و جلوا و أشفقوا، و إذا تليت عليهم آياته، زادتهم إيمانا


[1] سيأتي ذكره في رواة حديث الصادق.

[2] حلية الأولياء ج 3 ص 193.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست