responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 402

و هذا أبو حنيفة يغتنم الحضور عنده و يصغي لوصاياه عند ما قدم إلى المدينة، و كذلك في الكوفة يوم دخلها الإمام الصادق، كما تحدث بذلك كتب مناقب أبي حنيفة و غيرها.

و هذا الإمام مالك يلازم صحبته و يرافقه و يتزود منه و كثير من علماء الأمة كانوا يغتنمون فرصة الحضور عنده ليسمعوا منه و ينتفعوا بوصاياه، لأنهم يطلبون الخير لأنفسهم و للأمة.

و قد أكثر سفيان الثوري لذكر تلك الوصايا و نشرها للملإ و لا يستبعد أن يكون ذلك هو السبب في مطاردته من قبل السلطان، بعد أن فشلت في محاولتها لاستمالته حتى مات مغضوبا عليه من قبل ولاة الجور.

و كان حفص بن غياث و هو أحد الأعلام يطلب من الإمام أن يوجهه و يزوده بوصاياه، و قد احتفظ التاريخ بكثير من ذلك. و على كل حال فإن وصايا الإمام الصادق كثيرة و نقتصر على القليل منها.

وصيته لحفص بن غياث:

و قد جاء في وصيته لحفص بن غياث‌ [1] قوله: «إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، و ما عليك إن لم يثن الناس عليك، و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند اللّه محمودا» إلى أن قال: «إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل، فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب و لا تكذب و لا تحسد، و لا ترائي و لا تتصنع، و لا تداهن ...» [2].

وصيته لسفيان الثوري:

الوقوف عند كل شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، و ترك حديث لم تروه أفضل من روايتك حديثا لم تحصه، إن على كل حق حقيقة، و على كل صواب نورا، فما وافق كتاب اللّه فخذوه، و ما خالفه فدعوه‌ [3].


[1] حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي المتوفى سنة 194 ه- أحد الأعلام روى عن الإمام الصادق خرج حديثه أصحاب الصحاح الستة.

[2] الوسائل ج 2 باب الجهاد.

[3] تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 115.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست