responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 396

بواهن، و لا فظ و لا غليظ، و لا يسبقه بصره، و لا يفضحه بطنه، و لا يغلبه فرجه، و لا يحسد الناس، و لا يسرق، و لا يظلم».

و يقول (عليه السلام): «إنّ اللّه فوض إلى المؤمن أموره كلها، و لم يفوض إليه أن يكون ذليلا، أ ما تسمع اللّه تعالى يقول: وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ‌ [المنافقين: 8] فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا، إن المؤمن أعز من الجبل، الجبل يستقل منه‌ [1] بالمعاول، و المؤمن لا يستقل من دينه شي‌ء».

و كثير من الأخبار و الأحاديث الواردة في براءة المؤمن عن ذلة النفس التي هي من نتائج الجبن و خبائث الصفات، و تلزمه المهانة و عدم الاقتحام في معالي الأمور، و المسامحة في النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف و الاضطراب بعروض أدنى شي‌ء من البلايا و المخاوف، و أن يتصف بقوة الإرادة في السيطرة على نزعاته و ميوله.

قوة الإرادة:

5- إرادة الإنسان هي المحرك الأول لقوة العمل، و بقوة هذه الإرادة تكافح هذه الغرائز الشاذة، و تصادم الميول المتطرفة، و بقوة الإرادة تبتدئ الفضيلة و يتم التوازن، و قوي الإرادة هو الإنسان العظيم الذي يأتي بالعجائب إذا أحسن توجيه إرادته إلى أعمال الخير و محاسن الصفات، أما إذا توجه بها إلى أعمال الشر، فإنه يجر على نفسه نقصا آخر لا يقل خطرا عن ضعف الإرادة، و قد جمع الإمام الصادق قوة الإرادة في كلمته البليغة و هي قوله: «ما ضعف بدن عما قويت عليه النية» و قوة الإرادة عنصر سام يقوم عليه كيان الشخص، بل هي نتاج شخصية منظمة أحسن التنظيم، فالرجل ذو الإرادة القوية هو الذي يعرف طرق تحقيق ما يطلبه من الخير له و لأبناء جنسه، محكما عقله موجها قوته بكل إقدام و ثبات، و ان له مثلا أعلى ينظم طاقاته.

و قد ورد في تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) ما يدل على مزيد من الاهتمام في تكوين هذه الشخصية القوية الإرادة، و إن كلمة الإمام الصادق (عليه السلام) على قصرها فهي جامعة وافية لبيان قوة الإرادة.


[1] الجبل يستقل منه: من القلة، أي ينقص و يؤخذ منه.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست