اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 379
شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنة اللّه دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها فاتقوا اللّه و لا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا و سنة نبينا (صلّى اللّه عليه و آله).
و قال (عليه السلام): «لعن اللّه المغيرة بن سعيد و لعن يهودية كان يختلف إليها ...
الخ».
فكان (عليه السلام) يهتم أشد الاهتمام بأمر الغلاة، لأن بعضهم ادعى أن جعفر بن محمد إله- تعالى اللّه عن قوله- فعظم ذلك على الإمام جعفر بن محمد و حاول أن يقدر عليه فلم يقدر، فأعلن لعنه و البراءة منه، و جمع أصحابه و أعلمهم بذلك و كتب إلى جميع البلدان بكفره و لعنه و البراءة منه [1].
و قد أعلن (عليه السلام) براءته من الغلاة و يقول لأصحابه: لا تقاعدوهم و لا تواكلوهم، و لا تشاربوهم، و لا تصافحوهم، و لا توارثوهم. و لما قتلوا بالكوفة قال (عليه السلام): لعن اللّه أبا الخطاب و لعن اللّه من قتل معه و لعن اللّه من دخل قلبه رحمة لهم، و كان يقول: على أبي الخطاب لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين.
و قال لأبي بصير: يا أبا محمد ابرأ ممن يرى أننا أرباب. فقال أبو بصير: أنا برىء إلى اللّه منه، قال: ابرأ ممن يزعم أننا أنبياء. فقال: أنا بريء منه إلى اللّه.
و قال (عليه السلام): من قال بأننا أنبياء فعليه لعنة اللّه، و من شك في ذلك فعليه لعنة اللّه.
و له كثير من هذه الأقوال التي أظهرها للملإ في محاربة تلك الفئة الزائغة و حث الناس على مقاومتهم، و كان يقول: ليس لهؤلاء شيء خير من القتل. و لم يكد يعلن (عليه السلام) على الملأ براءته حتى أحدث ذلك صدعا في صفوفهم و فرق كلمتهم، و عرف الناس نواياهم و ما يقصدون في إظهار تلك العقائد الفاسدة، فمزق اللّه شملهم و أباد جمعهم، و لم يبق لهم أثرا في الوجود.
و على أي حال فإن عصر الإمام من أهم العصور ففيه من المشاكل ما لم تكن في غيره، و لا يسعنا التفصيل لجميع تلك المشاكل و سيأتي مزيد بيان لتلك الأوضاع