responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 36

فأعمال معاوية سجلها التاريخ عليه و هي بعيدة عن روح الإسلام و مجانبة للعدالة، و إن ضرب الحصانة عليه باسم الصحبة بدعة في الدين و افتراء محض.

بيعة يزيد و أعماله:

و مضى معاوية لسبيله مثقلا بأوزاره تاركا وراءه ولي عهد فرضه على المسلمين بشكل قسري، كما فرض على نفسه الحلم الاصطناعي، و مداراة الناس ليحملهم على إجابته، و من سوء حظ الأمة أن يلي أمرها فاسق لا يعرف إلا الرذيلة و هو أشرّ خلق اللّه و ألعنهم‌ [1] و سيعلم الذي مهد له ذلك أي نوعية قدم للمسلمين و ولاه رقابهم. و لا يستبعد من معاوية و كيده للإسلام و محاربته له من البداية إلى النهاية، أن يرشح يزيد لعلمه بما طبعت عليه نفسه من الفسق و عدم المبالاة بما يرتكبه، ليتم له نجاح الخطط التي رسمها معاوية في حياته لمحاربة الإسلام و أهل البيت، و شرع في تطبيقها في حياته و عهد إلى يزيد لتنمو في عهده فينال معاوية غرضه. فكان يزيد كما أراد أبوه فقد قام بدور خطر و مثل تلك العظائم التي يقف القلم عند بيانها.

فكانت باكورة عمله أن قتل الحسين ابن بنت رسول اللّه و سبى نساءه بصورة يذوب لها قلب كل إنسان مهما اختلفت ملته و نحلته فضلا عن المسلم الذي يعرف الحسين و منزلته من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و مكانته من الإسلام، و ما أعظمها من جريمة تقشعر لها الجلود و تذوب لها النفوس حسرات فكانت وقعة الطف سلسلة فجائع مروعة و نكبات أليمة، فإنا للّه و إنا إليه راجعون.


[1] مما يثير الأسى أن ينجم عن سياسة إضفاء الصحبة و طابع القداسة على معاوية و أمثاله الإيمان بالطاعة لأولي الأمر ممن ظلموا أو سفكوا دماء المسلمين و ما نتج من آراء بعدم الطعن بمعاوية أو لعن ابنه يزيد أو تكفيره أو حتى رواية قتل الحسين و ما جرى بين الصحابة لأنه يبعث على ذمهم و عندهم لا يجوز نسبة المسلم إلى الفسوق، بدون تحقق، بما ذا سيجيبون نبيهم و هم يلقونه غدا؟

نعوذ باللّه من خطل القول و زلل اللسان و كل ما يسخط رسوله (ص) و يرضي أعداءه.

أما أولئك الذين أفسد دينهم النصب و أعمى قلوبهم التعصب و وقعوا ضحايا حملات التضليل فمن فقد عقله راح يفصح عن سخائم سريرته، و من تزيا بزي العلم على طريقة علماء بلاط ملوك الأمويين فجاهر بالكفر بالتزامه سياسة يزيد فننشد في وصفهم ما قاله الجوهري صاحب الصحاح و قد رمى الزمن أمامه من أمثال هؤلاء:

رأيت فتى أشقرا أزرقا* * * قليل الدماغ كثير الفضول‌

يفضّل من حمقه دائبا* * * يزيد بن هند على ابن البتول‌

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست