و قال حمزة السهمي: محمد بن سعيد كذاب حدث ببلاد خراسان (سيكون في أمتي رجل يقال له النعمان هو سراج أمتي) ثم حدث في العراق بإسناده و زاد (سيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته على أمتي أضر من فتنة إبليس) و قال الحاكم: (محمد بن سعيد حديثه ليس بشيء).
و يقول ملا علي القاري و هو أكبر علماء الحنفية و له كتاب في مناقب أبي حنيفة:
و قد أورد بعضهم في مدح أبي حنيفة و ذكر حديث السراج و هو حديث موضوع.
هذا و حديث محيي الدين بهذا اللفظ أوردوه مرفوعا (سيكون رجل يقال له النعمان بن ثابت و يكني بأبي حنيفة يحيي دين اللّه و سنتي).
و قد أجهد الموفق المكي نفسه في تصحيح هذا الحديث و لم يوفق، و راوي هذا الحديث يحيى بن سليمان عن إبراهيم بن أحمد الخزاعي عن أبي هدبة إبراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك مرفوعا، و لا حاجة بالتعرض لرجالها أجمع و نكتفي بذكر من رواها عن أنس و هو إبراهيم بن هدبة.
قال الخطيب في تاريخه: إبراهيم بن هدبة حدث عن أنس بالأباطيل. و قال أبو حاتم و غيره: إنه كذاب خبيث و قال ابن حبان إنه من الدجاجلة كان لا يعرف بالحديث [2].
و قال بشر بن عمر كان في جوارنا عرس، فدعي له أبو هدبة فأكل و شرب، و سكر فجعل يغني:
أخذ القمل ثيابي* * * فرقصت لهنّه
و قال علي بن ثابت: أبو هدبة أكذب من حماري، إلى آخر الأقوال فيه و في فسقه، و انه كان يسأل الناس في الأسواق مع العلم أنه كان من أهل القرن الثالث، فكيف سمع من أنس؟ فلا شك في كذبه، إذا فالحديث موضوع على صاحب الرسالة و قد اختلفت ألفاظ هذه الموضوعات لاختلاف الغرض في وضعها، و ذلك أنها إشارة