responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 254

و أما ما ذهب إليه بعض الكتّاب من أن مذهب التشيع من ابتداع عبد اللّه بن سبأ المعروف بابن السوداء فهو وهم و قلة معرفة بحقيقة مذهبهم، و من علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة، و براءتهم منه و من أقواله و أعماله، و كلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم فيه، علم مبلغ هذا القول من الصواب، و لا ريب في أن أول ظهور الشيعة كان في الحجاز بلد المتشيع له. انتهى‌ [1].

و يقول الإمام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء (رحمه اللّه) حول الغلاة و نسبتهم للشيعة:

أما الشيعة الإمامية فيبرءون من تلك الفرق براءة التحريم، على أن تلك الفرق لا تقول بمقالة النصارى بل خلاصة مقالتهم بل ضلالتهم: أن الإمام هو اللّه سبحانه ظهورا و اتحادا أو نحو ذلك مما يقول به كثير من متصوفة الإسلام و مشاهير مشايخ الطرق، و قد ينقل عن الحلاج و الكيلاني، و الرفاعي، و البدوي و أمثالهم من الكلمات- و إن شئت فسمها كما يقولون شطحات- ما يدل بظاهره على أن لهم منزلة فوق الربوبية، و أن لهم مقاما زائدا عن الألوهية (لو كان ثمة موضع لمزيد) و قريب من ذلك ما يقول به أرباب وحدة الوجود أو الموجود.

أما الشيعة الإمامية و أعني به جمهرة العراق و إيران، و ملايين المسلمين في الهند و مئات الألوف في سوريا و الأفغان فإن جميع تلك الطائفة من حيث كونها شيعة يبرؤون من تلك المقالات، و يعدونها من أبشع الكفر و الضلالات و ليس دينهم إلا التوحيد المحض و تنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق، أو ملابسة لهم في صفة من صفات النقص و الإمكان و التغيير و الحدوث، و ما ينافي وجوب الوجود و القدم و الأزلية، إلى غير ذلك من التنزيه و التقديس المشحونة به مؤلفاتهم في الحكمة و الكلام من مختصرة أو مطولة.


[1] خطط الشام ج 6 ص 251- 256.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست