responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 241

و يحدثنا المقريزي: أن يزيد بن عبد اللّه أمير مصر، أمر بضرب جندي تأديبا لشي‌ء صدر منه، و عند ما أحس الجندي بألم الضرب، أقسم على الأمير بحق الحسن و الحسين أن يعفو عنه، فأمر الأمير بضربه ثلاثين سوطا جزاء لهذا القسم، و كتب إلى المتوكل في بغداد يخبره بخبر الجندي، فورد الكتاب على يزيد يأمره بضربه مائة سوط و حمله إلى بغداد [1]. و لعل النطع و السيف كانت خاتمة المطاف لذلك الجندي، و أمر بضرب أحمد بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم ألف سوط، لاتهامه بسب الشيخين حتى مات، قال في الحضارة الإسلامية نقلا عن المنتظم: و كانت الحكومة إذا أرادت أن تعاقب شيعيا لمذهبه لم تذكر اسم علي، بل يجعل سبب العقوبة أنه شتم أبا بكر و عمر.

و ما أكثر من عوقب بهذه الوسيلة. و لكن أنصار المتوكل و حزبه الذين يرون البغض لعلي و شيعته يقربهم إليه زلفا. نالوا بذلك إربهم في الدنيا و عقابهم في الآخرة.

و خلاصة القول أن المتوكل اشتد في العداء لأهل البيت و النيل منهم، حتى دفعه حقده إلى هدم قبر الإمام الحسين و هدم المشهد الشريف. و استقدم أبا الحسن الهادي (عليه السلام) من المدينة إلى سامراء في سنة 236 و عامله بالشدة و الأذى، و توصل المنحرفون عن آل علي إلى إساءة الإمام الهادي (عليه السلام) فسعوا به إلى المتوكل و أخبروه أن في منزله سلاحا و كتبا من شيعته، فهجموا على داره ليلا و لم يعثروا على أي شي‌ء من ذلك، و ما زال الإمام الهادي (عليه السلام) مقيما في سامراء إلى أن مات مسموما سنة 254 ه-، و كانت مدة إقامته فيها 18 سنة.

الشيعة و نصرة أهل البيت:

و مرت الأدوار، و تعاقبت الأيام، و الشيعة يلاقون الأذى و يخوضون غمار الحروب و يواجهون المصاعب، و يتجرعون من ولاة الأمر ضروب المحن، كل ذلك في سبيل نصرة آل محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و نشر مذهبهم على وجه البسيطة، و ما دفعهم إلى تحمل ذلك إلا حبهم لآل محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و امتثالهم لأوامر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في المحافظة عليهم و وصاياه المتكررة باتباعهم.


[1] الخطيب ج 4 ص 153.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست