responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 232

على الحق و معاوية على الباطل، فعداء معاوية لعلي (عداوة جوهرية يستحيل تحويلها. هي عداوة الشر للخير و الخبيث للطيب و الباطل للحق و الكفر للإيمان).

و إلا فأبو طالب في الخصال و الخلق مثال للحنيفية و تجسيد لقيم إبراهيم الخليل. و أبو سفيان في الخصال مجمع للنقائص التي جاء الإسلام ليحاربها و في الخلق انعكاس لمجتمع الجاهلية الذي يرتكس في الضلال و الغواية.

و لذا أقام معاوية سياسته على النيل من مكانة الإمام علي، و استخدم الوسائل الدينية التي يتبعها و التي ينفذ من خلالها إلى أذهان العامة فعبّر عن عداء دني‌ء و أخذ بجعل سمة ملكه و عنوان دينه لعن الإمام العادل و قد وضع لها مكانا في التاريخ الذي ينوي إقامته لبني أمية في الشام، فصرح أن ستكون هذه السياسة العدائية يشب عليها الصغير و يهرم عليها الكبير، و قد تمكن من نفوس أهل الشام خلال حكمه و حكم أخيه من قبل «و بلغ من أمرهم في طاعتهم له أنه صلّى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء، و أعاروه رءوسهم عند القتال و حملوه بها ... ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي سنة، ينشأ عليها الصغير، و يهلك عليها الكبير» [1] و كتب إلى عماله بهذه السياسة. و كان همه أن يجري اللعن من على المنبر النبوي الشريف و كتبت أم سلمة زوج النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) إلى معاوية: إنكم تلعنون اللّه و رسوله على منابركم، و ذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب و من أحبه، و أنا أشهد أن اللّه أحبه و رسوله‌ [2] و يروي ابن عبد ربه أن بعض العلماء قال لولده: يا بني إن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين و إن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا أ لا ترى أن قوما لعنوا عليا ليخفضوا منه، فكأنما أخذوا بناصيته جرا إلى السماء.

بذرة التشيع و نموها:

و مهما يكن من أمر فقد نشأ مذهب أهل البيت و تكون في عهد صاحب الرسالة (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فهو أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام، يوم غرس دوحة شريعته الغراء جنبا إلى جنب و سواء بسواء، و لم يزل غارسها (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يتعاهدها بالسقي و العناية حتى ثبتت و نمت في حياته، ثم أثمرت بعد وفاته، حيث كان يتعاهدها أهل‌


[1] مروج الذهب ج 3 ص 41- 42.

[2] العقد الفريد ج 3 ص 131- 132.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست