responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 23

العهد الأموي‌

بنو أمية في عهد عثمان:

أتاح القدر لبني أمية فرصة نادرة، إذ انتخب عثمان‌ [1] خليفة للمسلمين بعد عمر بن الخطاب، فأصبح زعيم الأمة و رب دستها المطاع، و أميرها المسلط و خليفة صاحب الرسالة، و بذلك برقت لهم الآمال من بين ظلمات اليأس، و تنشقوا روائح الراحة فتعلقوا بعرى الفوز، و طلع فجر ليلهم الذي باتوا ينشدون فيه أملهم الضائع و يأسفون لحزبهم الفاشل.

بعد أن خاب كل أمل في نيل بغيتهم لإعادة ذلك الحزب المنحل، و المنهزم في ميدان المعارضة للحق.

و لكن الأقدار تجري بين عشية و ضحاها لامتحان الخلق و غربلة الناس فإذا بهم يسوسون الأمة و يتلاعبون بالإمرة.

و لسنا بصدد البحث عن حوادث عهد الخليفة عثمان، و ما فيه من بلاء و محن و ما لقي المسلمون من أبناء أبيه.

عند ما أصبح مروان بن الحكم‌ [2] أمينا عاما و وزيرا خالصا للخليفة الجديد،


[1] عثمان بن عفان بن العاص بن أمية بن عبد شمس و أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، بويع له بالخلافة سنة 23 ه- و 24 ه- و قتل صبيحة الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 ه- فكانت خلافته 12 سنة و حوصر في داره 22 ليلة و دفن في حش كوكب مقبرة لليهود و اختلف في عمره فقيل 90 و 88 و 75 و 86 و 63 انظر الطبري ج 2 حوادث سنة 35.

[2] مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ولد يوم أحد و قيل عام الخندق و قيل بالطائف. قال ابن عبد البر: ولد على عهد رسول اللّه (ص) سنة 2 من الهجرة و طرد رسول اللّه أباه و هو طفل لا يعقل، و بهذا لا تثبت له صحبة. و يعرف مروان بخيط الباطل و لما بويع بالخلافة قال فيه أخوه عبد الرحمن بن الحكم:

لحا اللّه قوما أمروا خيط باطل* * * على الناس يعطي ما يشاء و يمنع‌

و نظر إليه علي (ع) فقال: ويلك و ويل أمة محمد منك و من بنيك، بويع له بعد معاوية بن يزيد سنة 64 ه- و مات سنة 65 ه- قتلته زوجته أم خالد بن يزيد و هو معدود فيمن قتلته النساء- انظر ابن عبد البر ج 3 ص 428 بهامش الإصابة ط الأولى سنة 1328، و الحكم بن العاص نفاه النبي (ص) إلى الطائف ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان و روى الزهري و عطاء أن أصحاب النبي (ص) دخلوا عليه و هو يلعن الحكم فقالوا: يا رسول اللّه ماله؟ قال: دخل على شق الجدار و أنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي، و مر النبي (ص) بالحكم فجعل الحكم يغمز النبي (ص) باصبعه فالتفت فرآه فقال: اللهم اجعله وزغا فزحف مكانه.

و مر الحكم يوما فقال (ص): ويل لأمتي مما في صلب هذا. و من حديث عائشة أنها قالت لمروان أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول اللّه لعن أباك و أنت في صلبه و طرده النبي (ص) و نفاه إلى الطائف و مات في خلافة عثمان سنة 32 ه- و ضرب فسطاطا على قبره و عاب الناس عليه ذلك- انظر الإصابة ج 1 ص 346.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست