اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 219
و أخذ رجل من التتر رجلا من المسلمين و لم يجد ما يقتله فيه، فقال له: ضع رأسك على هذا الحجر و لا تبرح، فوضع رأسه و بقي نائما حتى جاء التتري و قتله [1].
و هذا ما يذهب بنفس المسلم حسرات و يميت قلبه أسفا و حزنا، و ها نحن اليوم أمام تيار المبادئ الفاسدة، و الآراء الهدامة، و العقائد السخيفة، و إن خطرها على المسلمين لأعظم خطر يخاف عاقبته، و تخشى مغبته إن لم ينهج المسلمون لمكافحتها منهج فهم التعاليم الإسلامية و القيام بتطبيقها عمليا، و أن يتحدوا لإبعاد المتداخلين بين صفوف المسلمين، لهدم المجتمع الإسلامي، و تشويه تعاليمه الدينية و الأخلاقية، و استبدالها بتعاليم إباحية، و لا يدفع ذلك الخطر إلا باتحاد الكلمة و فهم الإسلام فهما صحيحا، و أن تستقى تعاليمه من ينبوعه الذي أراد اللّه أن نأخذ منه و نتبع قول الحق، و أئمة الصدق: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119]، وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103].
انتشار المذاهب الأربعة في الأقطار الإسلامية:
اشتهر الأخذ بالمذاهب الأربعة و انتشر العمل بها في الأقطار الإسلامية، فهي في القرن الرابع الهجري قد تغلبت على ما سواها من المذاهب المعمول بها في القرن الثاني و الثالث، ما عدا المذهب الشيعي فإنه سار بقوته الروحية رغم العقبات التي وقفت في طريقه، و يحدثنا المقدسي عن انتشار المذاهب في القرن الرابع بما يلي:
سواد صنعاء و نواحيها مع سواد عمان شراة غالية، و بقية الحجاز و أهل الرأي بعمان و جهر و صعده شيعة. و الغالب على صنعاء أصحاب أبي حنيفة و الجوامع بأيديهم، و في نواحي نجد و اليمن مذهب سفيان. و في العراق الغلبة ببغداد للحنابلة و الشيعة، و به مالكية و أشعرية، و بالكوفة الشيعة إلا الكناسة فإنها سنة، و أكثر أهل البصرة قدرية و (شيعة) و ثم حنابلة، و ببغداد غالية يفرطون بحب معاوية. و هنا يحدثنا المقدسي عن دخوله جامع واسط و استماعه لقصاص يقص على الناس حديثا عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): ان اللّه يدني معاوية يوم القيامة فيجلسه إلى جنبه ثم يجلوه على الخلائق كالعروس، قال المقدسي فقلت له: بما ذا؟ بمحاربته عليا رضي اللّه عنه؟ كذبت يا