هذا عرض موجز لحركات التعصب الطائفي الذي تسترت به السلطة الحاكمة من وراء تلك الحوادث، لتوقع الفرقة في صفوف المسلمين، فتصل إلى غاياتها، و يشق علينا ذكر أمثال هذه الحوادث المؤلمة، و قد ذكرنا بعضها استطرادا في البحث لإظهار حقيقة يلزمنا إظهارها نصرة للحق، وردا للباطل و تكذيبا لما يدعيه البعض كالاسفراييني و غيره من اتفاق المذاهب و عدم حصول أي خلاف بينهم و لم يحصل بينهم شقاق و تطاحن، و لم يكفر بعضهم بعضا، مستدلين بذلك على صحة مبادئهم و بطلان مذهب الشيعة و فساد عقائدهم بحصول الخلاف فيما بينهم، و تكفير بعضهم بعضا، و نحن لا نستغرب من الاسفراييني هذه الدعوة الباطلة فكم له في كتابه من غرائب و افتعالات على سائر فرق المسلمين بدون دليل، بل هو تقول بالباطل و رجم بالغيب، و إليك قوله:
الفصل الثاني من هذا الباب في طريق تحقيق النجاة لأهل السنة، و الجماعة في العاقبة.
منها ان أهل السنة مجتمعون فيما بينهم لا يكفر بعضهم بعضا و ليس بينهم خلاف يوجب التبري و التكفير فهم إذا أهل الجماعة. قائمون بالحق و اللّه تعالى يحفظ الحق و أهله كما قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر: 9] قال