و المالكية يدعون لإمامهم أمورا، منها أنه مكتوب على فخذه بقلم القدرة مالك حجة اللّه في أرضه، و أنه يحضر الأموات من أصحابه في قبورهم و ينحي الملكين عن الميت و لا يدعهما يحاسبانه على أعماله [1]، و منها أنه ألقى كتابه الموطأ في الماء فلم يبتل و يقول شاعرهم:
إذا ذكروا كتب العلوم فحي هل* * * بكتب الموطأ من تصانيف مالك
فشد به كف الصيانة تهتدي* * * فمن حاد عنه هالك في الهوالك
و يقول الحنبلي:
سبرت شرائع العلماء طرا* * * فلم أر كاعتقاد الحنبلي
فكن من أهله سرا و جهرا* * * تكن أبدا على النهج السوي
و يقول آخر:
أنا حنبلي ما حييت و إن أمت* * * فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
و الحنابلة يقولون: أحمد بن حنبل إمامنا فمن لم يرض فهو مبتدع، فما أكثر المبتدعين في نظرهم على هذه القاعدة.
و تقولوا على الشافعي قوله: من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر، فقيل له:
أ تطلق عليه اسم الكفر؟ فقال: نعم، من أبغض أحمد عاند السنة، و من عاند السنة قصد الصحابة و من قصد الصحابة أبغض النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و من أبغض النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) كفر باللّه العظيم [2].
و إني أستبعد صدور هذا القول من الشافعي و هو في مكانته و لكن الغلو لا يقف عند حد و لا يتقيد بشرط، و إلا فلما ذا لا يسمى من أبغض عليا كافرا؟ مع انا نراهم