responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 205

النظر في طيات التاريخ، و استعرضنا حوادث الفتن بين المنتسبين إلى السنة بعضهم مع بعض فإننا نجد من الوقائع ما يؤلم قلب كل مسلم.

يقول الأستاذ السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار: و من أغرب ما تجد أن العدوان بين الشافعية كان من أسباب حملة التتار على المسلمين، تلك الحملة التي كانت أول صدمة صدعت بناء قوة المسلمين صدعا لم يلتئم من بعده. أدر طرفك في بلادهم اليوم و انظر حال هذه المذاهب، على ضعف الدين في نفوس الجماهير تجد بأسهم بينهم شديدا تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى، كما قال اللّه تعالى في وصف من لا ايمان لهم و لا ايمان‌ [1].

التعصب لائمة المذاهب:

تعددت عوامل التفرقة، و كثرت طرق الخلاف بين الطوائف، و تعصب كل إلى جهة، فأهل الجرح و التعديل أدى بهم التعصب إلى الحط مما يخالف مذهبهم فاستهان بعضهم ببعض، و اختلق بعضهم مكارم لبعض، فكم من مجروح عدلوه، و عادل جرحوه، و أعطف عليهم المؤرخون فإنهم ربما وضعوا أناسا و رفعوا أناسا، إما لتعصب، أو لجهل، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به أو غير ذلك.

يقول السبكي: «و الجهل في المؤرخين أكثر منه في الجرح و التعديل و كذلك التعصب، قل أن رأيت تاريخا خاليا من ذلك، و أما تأريخ شيخنا الذهبي غفر اللّه له فإنه على حسنه و جمعه مشحون بالتعصب، فإنه أكثر الوقيعة في أهل الدين الذين هم صفوة الخلق، و استطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعية و الحنفية و مال فافرط و مدح فزاد في المجسمة.

و يقول الحافظ صلاح الدين: إن الحافظ شمس الدين الذهبي لا شك في دينه و ورعه، و لكن غلب عليه مذهب الاثبات و منافرة التأويل، و الغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا [2].

و على أي حال فقد مالت الأهواء و أثرت النزعات فنفروا من الحقائق و لم‌


[1] الوحدة الإسلامية ص 2.

[2] طبقات الشافعية ج 1 ص 190.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست