responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 203

هذا أبو سهل بن زياد القطان و كان من الحفاظ و الثقات عندهم يذهب إلى تكفير المعتزلة مستدلا بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ‌ [آل عمران: 156] الآية. و ثارت فتن عمياء و وقعت حوادث مؤلمة مبعثها التعصب الأعمى.

فهذا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي المتوفى سنة 479 ه- و كان شيخ الشافعية و عالمهم المبرز تعصب الحنابلة عليه فتكلموا فيه و بالغوا في الأذى بألسنتهم فثارت فتنة عظيمة أدت إلى ذهاب نفوس من الطرفين، و انتصر السلطان لأبي إسحاق فسجن شيخ الشافعية [1]. و هذا الفقيه أبو منصور المتوفى سنة 567 ه- قتله الحنابلة بالسم تعصبا عليه، قال ابن الجوزي إن الحنابلة دسوا إليه امرأة جاءت إليه بصحن حلوى و قالت: هذا يا سيدي من غزلي، فأكل هو و امرأته و ولد له صغير فأصبحوا موتى و كان من علماء الشافعية المبرزين‌ [2]، و كذلك أبو الحسن بن فورك قتل مسموما بسبب التعصب و أبو علي خادم المستنصر كان من أئمة الشافعية في مصر، و كان يجلس في حلقة ابن عبد الحكم و يناظرهم فسعوا به إلى السلطان و قالوا:

هذا جاسوس فحبسه سبع سنين، و اجتمع مشايخ المذاهب في هراة عند الملك الب ارسلان يستغيثون به من الشيخ محمد بن عبد اللّه الأنصاري الحنبلي بعد أن جعلوا صنما تحت سجادته و يقولون للملك إنه مجسم و إنه يترك في محرابه صنما يزعم أن اللّه على صورته فتفحص الملك و وجد الأمر كذلك‌ [3].

التحول من مذهب إلى مذهب:

و يحدثنا ابن خلكان‌ [4] عن الشيخ الآمدي المتوفى سنة 631 ه- كان أول اشتغاله حنبلي المذهب و انحدر إلى بغداد و بقي مدة ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، و عاد إلى الديار المصرية و تولى الإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي، فحسده جماعة من فقهاء البلاد و تعصبوا عليه، و نسبوا إليه فساد العقيدة و انحلال الطوية،


[1] طبقات الشافعية ج 3 ص 109.

[2] طبقات الشافعية ج 4 ص 184.

[3] تذكرة الحفاظ ج 3 ص 358.

[4] وفيات الأعيان ج 1 ص 301.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست