responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 197

حركة التنازع بين المذاهب‌

كلمات حول تنازع المذاهب:

كان النزاع بين طوائف المسلمين إنما هو نزاع علمي، و اختلاف لا يتعدى حدود القول في النقض لبعض ما ينهجه الآخر، و سارت الأمور على هذا المنوال و لكن حركة الانشقاق تتسع و روح الاختلاف تسري في المجتمع بسرعة، لقوة الدافع السياسي الذي يحاول أن لا تتفق الأمة على رأي واحد فهو يعمل على إحياء العصبية «إذ لا حياة للنظام الملكي إلا بها» [1].

و مضى عصر أئمة المذاهب و جاء دور أتباعهم فشغل كل بمذهبه الذي يرتضيه، و تأصلت روح الخصومة و انحاز كل إلى جهة بدون التفات إلى ما وراء هذا التحيز من خطر على العلم، في ضياع حقيقته، و سلب منافعه التي أراد الإسلام أن تسير الأمة على ضوء تعاليمه القيمة لاكتساب السعادة. و لم يصل الأمر إلى تحديد الأخذ بمذهب معين لا غير و إلزام الناس بالأخذ عن المذاهب الأربعة فحسب إلا بعد مدة من الزمن.

يقول الشاه ولي الدهلوي‌ [2] اعلم أن الناس كانوا في المائة الأولى و الثانية غير مجتمعين على التقليد في مذهب واحد بعينه، بل كان الناس على درجتين: العلماء و العامة، و كانوا في المسائل الاجتماعية التي لا خلاف فيها بين المسلمين أو بين جمهور المجتهدين لا يقلدون إلا صاحب الشرع، و كانوا يتعلمون صفة الوضوء و الغسل و أحكام الصلاة و الزكاة و نحوه، من آبائهم أو معلمي بلادهم فيمشون على‌


[1] فلسفة السياسة للإسلام ص 21 نقلا عن ابن خلدون.

[2] رسالة الإنصاف ص 8.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست