اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 122
قال ثم عدت بعد ساعة فوجدت الكلب مقتولا فسألت عنه؟ فقيل: جاء أمر الحجاج بقتل الكلاب [1].
لقد تركت سلطة الأمويين الحجاج يفعل ما يشاء و يتصرف مع أعدائهم بسيفه دون أن تحرك ضمائرهم مناظر القتل و التشريد و انتهاك الأعراض، فهو «جلدة ما بين العينين» في أعز موقع من وجه السلطة الدموي. كما تركوه يتمادى في الكفر و يأتي بما يشاء من الكفر و الخروج عن الإسلام.
فكان يدّعي نزول الوحي عليه و أنه لا يعمل إلا بوحي من اللّه تعالى [2] و بلغت به الجرأة القول: إن خليفة اللّه في أرضه أكرم عليه من رسوله [3] و بهذا ينطبق عليه الحديث الشريف «إن في ثقيف مبير و كذاب».
و قد حققنا ذلك في غير هذا المكان.
سليمان بن عبد الملك:
ولي الأمر بعد أخيه الوليد يوم السبت في النصف من جمادى الآخرة سنة 96 بعهد من أبيه عبد الملك، و بقي واليا إلى أن مات يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة 99 ه- و كانت ولايته عامان و تسعة أشهر و أيام، و هو شقيق الوليد.
و أراد الوليد أن يعزل سليمان عن ولاية العهد، و يبايع لولده عبد العزيز فأبى سليمان، فكتب الوليد إلى عماله، و دعى الناس إلى ذلك، فلم يجبه إلا الحجاج، و قتيبة بن مسلم [4].
و لهذا غضب سليمان على آل الحجاج و نكبهم، و قتل قتيبة بن مسلم سنة 96 و عزل عمال الحجاج، و عذب أهله، و أطلق في يوم واحد من المسجونين في سجن الحجاج أحد و ثمانين ألفا من الأسراء، و أمرهم أن يلحقوا بأهاليهم، و وجد في سجن الحجاج ثلاثين ألفا ممن لا ذنب لهم، و ثلاثين ألف امرأة [5].