اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 425
نبذة من كلام الإمام عليّ الهادي المعروف بالعسكري ابن محمّد الجواد
قال بعض الثّقاة: «إنّه وشي به [1] إلى الخليفة المتوكّل العباسي، و قيل له: إنّ بمنزله سلاحا، و أوراقا كثيرة، وصلت إليه من الخارجين على المتوكّل، و إنّه يراسلهم فأرسل إليه بغتة، جماعة يكبسون منزله على حين غفلة، فلما دخلوا عليه وجدوه جالسا على حصير مستقبل القبلة، و عليه جبّة صوف، فحملوه إلى المتوكّل، و أعلموه أنّهم لم يجدوا شيئا مما بلغه، و كان المتوكّل على شرابه فأجلّه و أعظمه، و أكرمه، و أجلسه إلى جانبه، و ناوله الكأس الّذي بيده، فقال: يا أمير المؤمنين اعفني عنه، فإنّ جسدي لا يقبله، فأعفاه» [2]، ثمّ قال له أنشدني
- للنووي: 1/ 13 قريب منه، كشف الغمة: 2/ 350، و الفصول المهمة لابن الصّباغ: 2/ 384، بتحقيقنا.
[1] يقال أنّ الّذي وشى به، هو: (أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن عليّ (عليه السّلام) كان مظاهرا لبني العبّاس على سائر أولاد عليّ (عليه السّلام)، و قال صاحب العمدة أنّه يلقب بالبطحائي منسوبا إلى بطحاء، أو إلى بطحان واد بالمدينة، انظر هامش البحار: 50/ 204. أمّا الّذي دخل الدّار فهو سعيد الحاجب، (و سعيد هذا هو الّذي حمل موسى بن عبد اللّه بن موسى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، و كان موسى من النّسّاك، و الزّهّاد في نهاية الوصف، و كان معه إدريس بن موسى، فلمّا صار سعيد بناحية زبالة من جادة الطّريق أجتمع خلق من العرب من بني خزارة، و غيرهم من يده فسمّه فمات هناك، و خلصت بنو فزارة ابنه إدريس.
و هو الّذي حمل محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) من البصرة فحبسه حتّى مات، و كان معه ابنه عليّ، فلمّا مات الأب خلّى عنه. انظر مقاتل الطّالبيين: