اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 245
و أمّا آمنة (عليها السّلام) والدة محمّد نبينا (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)
فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة قرشية [1].
روى الخطيب البغدادي الحافظ [2]، عن سهل ابن عبد اللّه التّستري [3]، قال:
«لما أراد اللّه تعالى تخلق محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، في بطن أمّه آمنة ليلة الجمعة في رجب أمر اللّه تعالى رضوان خازن الجنان أن يفتح الفردوس، و نادى مناد في السّماوات و الأرض ألا إنّ النّور المخزون المكنون الّذي يكون منه الهادي في هذه اللّيلة يستقر في بطن أمّه، الّذي فيه يتم خلقه، و يخرج إلى النّاس بشيرا، و نذيرا، و كان أوّل الحمل ليلة رجب و ولد لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأوّل» [4].
و عن ابن عباس (رضي اللّه عنهما) كانت آمنة تحدّث، و تقول: «أتاني آت حين مرّ بي في حملي ستة أشهر في المنام، و قال لي: يا آمنة إنّك حملت بخير العالمين، فإذا ولدته فسمّيه محمّدا، و اكتمي شأنك، قالت: ثمّ لما أخذني ما يأخذ النّساء، و لم يعلم بي أحد لا ذكر، و لا أنثى، و أنّي لوحيدة في المنزل و عبد المطلب في طوافه، فسمعت وجبة عظيمة، و أمرا عظيما هالني، ثمّ رأيت كأنّ جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادي فذهب عني الرّعب، و كلّ وجع أجده، ثمّ التفتّ فإذا أنا بشربة
[2] و هو أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب البغداديّ، الشّافعيّ «ت 463 ه» ببغداد و دفن بباب حرب جنب قبر بشر الحافي. انظر ترجمة الخطيب في الرّسالة المستطرفة: 45.